لكثرة وسواسي صرت أصلي أمام أمي، فهل فعلي يعد من الرياء؟
الشبكة الإسلامية
- التصنيفات: فقه الصلاة -
أعاني من وسواس في صلاتي بشكل عام، فأعيد وأكرر الفاتحة للشك في مخارج الحروف، أو الشك في نسيان آية، والأمر أصبح ثقيلًا جدًّا عليّ، فأصبحت أصلي جماعة مع أمي، وأقرأ معها، وإن حدث وصلت قبلي، فأصلي أمامها؛ لأني أجهر؛ حتى أتأكد من قراءتي، فهي تسمع ما أقوله؛ حتى لا أقوم بالتكرار، وعندما أصلي أمامها أشعر بالراحة، فأقرأ بشكل أفضل؛ وذلك لأني لو أخطأت - فرضًا - فستخبرني، ولكني الآن بدأت أشعر أني مرائية، فأنا أتعب وأبذل جهدًا كبيرًا في الفاتحة، فأصلي دون أن أقرأ سورة أخرى؛ كونها سنة، ولكني مع أمي - لأني أقرأ الفاتحة أسرع- أقرأ السورة القصيرة بعد الفاتحة، فهل فعلي رياء؟ وهل كثير الشك يشك مرة واحدة على الأقل في كل يوم؟ لأني إن صليت وحدي أشك أحيانًا في السجود أهو الأول، أم الثاني.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد أوضحنا ضابط الشك الذي يعد وسواسًا.
وعلاج الوساوس هو أن تعرضي عنها، ولا تلتفتي إليها، فتجاهلي تلك الوساوس تمامًا، فإن وسوس لك الشيطان، موهمًا إياك أنك صليت ركعة، لا ركعتين، أو سجدت سجدة، لا سجدتين، فاطرحي عنك الوسواس، ولا تلتفتي إليه بالمرة، وكذا افعلي في القراءة، فاقرئي قراءة عادية طبيعية، ولا تلتفتي إلى الوسواس مهما كثر، فمهما وسوس لك الشيطان بأنك لم تخرجي الحروف من مخارجها، أو لم تأتي بالكلمة على وجهها، فلا تعبئي بذلك كله، ولا تعيريه أي اهتمام، وامضي في صلاتك دون اكتراث بهذه الشكوك؛ حتى يعافيك الله تعالى.
وليست صلاتك بحضرة والدتك للغرض المذكور من الرياء، ولكن هذا ليس علاجًا لما تعانينه من الوساوس، وإنما علاجها بقطع دابرها، بالإعراض عنها وتجاهلها - نسأل الله لك الشفاء والعافية -.
والله أعلم.