الربط عن الزوجة
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الذكر والدعاء - فتاوى طبية -
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
يسأل رجل: إنَّه بعد عقد النِّكاح ابتلاه الله بالوسواس، أو أصيب بسحر أو عين، ولَم يدخل مع زوْجته حتَّى الآن، حيثُ يُرَدِّد أبغض الحلال إلى الله في نفسِه؛ ولكن مع كثْرة التّرداد يَخاف لو نطق بها جهرًا، ولَم يعْلم أحدٌ بالأمر إلاَّ الله.
أفتونا جزاكم الله خيرًا، وما العلاج لذلك؟ وماذا نعمل لو حدث؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فأوَّلاً: ننصَح ذلك الأخَ الكريم أن يُراجِع الأطبَّاء المختصِّين؛ ليتأكد من خلوِّه من الأمراض العضويَّة، وعليه أيضًا بمراجعة طبيب نفسي حاذق؛ لأن ترديد الطلاق في نفسه يدل على أنه بحاجة لعلاج نفسي وقد بيَّنّا حكم الطلاق في هذه الحال في الفتوى: "تحديث النفس بالطلاق" فليراجعها.
وهناك احتمال أن يكون هذا الرجل قد رُبِط عن زوجته، وهو ينشأ غالبًا عن نوع من السِّحْر، أو وهم من النَّفس أو وسوسة من الشيطان.
وقد ذكر أهلُ العلم علاجًا نافعًا ناجعًا - بإذن الله - للرَّجُل إذا حُبس عن جِماع أهله، وهو: أن يأخذ سبع ورقات من السِّدْر الأخضر، فيدقَّها بحجر أو نحوه، ويَجعلها في إناء، ويصبَّ عليه من الماء ما يكفيه للغسل، ويقرأ فيها آيةَ الكرْسي، و"قل يا أيُّها الكافرون"، و"قل هو الله أحد"، و"قل أعوذ برب الفلق"، و"قل أعوذ برب الناس"، وآيات فكِّ السِّحر في سورة الأعراف، وهي قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ} [الأعراف: 117 - 119].
والآيات في سورة يونُس، وهي قوله - سبحانه -: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ} [يونس: 79 - 82].
والآيات في سورة طه: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 65 - 69].
وبعد قراءة ما ذُكِر في الماء، يشرب منه ثلاث مرَّات، ويغتسِل بالباقي، وبذلك يزول الدَّاء - إن شاء الله - وإن دعت الحاجة لاستعمالِه مرَّتين أو أكثر، فلا بأْسَ حتَّى يزول الدَّاء؛ كما في مَجموع فتاوى الشَّيخ ابن باز.
وانظر على موقعنا تلك الفتاوى: "فك السحر"، و"الرقية النافعة بإذن الله للحسد وغيره"، هذا؛ والله أعلم.