هل ثبتت ردة عبيد الله بن جحش؟

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

  • التصنيفات: سير الصحابة -
السؤال:

هل ثبتت عندكم ردة عبيد الله بن جحش؟

 

الإجابة:

هذه القصة مشهورة في السيرة، لكن لم يثبت فيها حديث بسند صحيح وجاءت فيها روايات في السيرة، وروايات عند الحاكم و البيهقي،

الرواية عند الحاكم مرسلة (1)، وكذلك رواية أخرى عند البيهقي مرسلة (2)، وهي تدور بين روايات لا تصح وروايات ضعيفة، وبأسانيد يقرب من الموضوعة وبعضها فوق ذلك لكنها فيها نكاره، القصة فيها نكاره، وفيها غرابة، والسيرة المنقولة في الأخبار عن عبيد الله بن جحش رضي الله عنه تدل على خلاف ذلك، ومثل هذه القصة في الغالب أنها تنقل وتذكر وخاصة إنها وقعت له وكان زوج أم حبيبة قبل ذلك، وأنه مات بالحبشة وهذه حادثة مهمة، وواقعه مهمة، فلهذا مما يدل على غرابتها ونكارتها، هو أنها لم تنقل إلا بالأسانيد الضعيفة أو الأسانيد التالفة، وهذا مما يدل على نكارتها. 

ويعلل أهل العلم رحمة الله عليهم مثل هذه الروايات بمثل هذه المعاني، وهي ما يكون من هذا الأمر الذي يقع ينسب لرجل من الصحابة الذين تقدم إسلامهم، ومع ذلك لم يعرف إلا من هذه الطرق التي لا تصح ولا تثبت، فالأصل هو سلامته في دينه وعدم وقوع هذا الشيء، فلهذا الأظهر والله وأعلم عدم صحتها بل الأظهر نكارة القصة وعدم ثبوت القصة، هذا هو الأقرب والله وأعلم، ومن تأمل القصة ونظر فيها ربما يجزم ببطلان القصة وعدم ثبوتها عنه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك، (4/ 21) عن الزهري مرسلاً، وفيه: “ثم افتتن وتنصّر فمات وهو نصراني، وأثبت الله الإسلام لأم حبيبة، وأبت أن تتنصّر”.

(2) وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة، (3 / 460). من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: (ومن بني أسد بن خزيمة: عبيد الله بن جحش، مات بأرض الحبشة نصرانياً، ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان، واسمها رملة، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنكحه إياها عثمان بن عفان بأرض الحبشة). والخبر فيه علتان: الإرسال، وضعف ابن لهيعة.

وفي طبقات ابن سعد، (8/ 218) عند ذكر أم حبيبة رضي الله عنها: «وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عبيد الله بن جحش، وكان قد أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة، ثم ارتد، وتنصّر، فمات هناك على النصرانية»(4)، والواقدي شيخ ابن سعد متروك.