حكم الحج لمن عليه دين

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

  • التصنيفات: فقه الحج والعمرة -
السؤال:

لي عشر سنوات من آخر حجة حججتها بسبب كثرة الديون فهل لي أن استسمح من هذا الدين, وأحج خاصًة أنني لم أحج إلا حجة في الإسلام وعمري أكثر من أربعين سنه ولي رغبه عارمة في الحج؟

 

الإجابة:

الحمد لله ما لو أديت حجة الإسلام فالله عز وجل حتى في حجة الإسلام لا يطالبك ولا يكلفك أن تحرج نفسك، وحق الله سبحانه وتعالى يسقط بما دون ذلك، وذلك أن الله عز و جل قال: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران:97]. ومن السبيل هو وجود المال فإذا كان عليك دين في هذه الحالة لا يلزمك الحج. وأقول أيضًا أنه لا ينبغي للإنسان أن يعرض نفسه لسؤال الناس وخاصة لمن له حق فيطلبهم أن يتنازلوا عنه لأجل الحج أو نحو ذلك، فإن كنت مستطيعًا ولك قدره فالحمد لله، ولهذا الإنسان في سائر الواجبات الأخرى حينما ينوي الخير يكتب له أجره تام، مثل من كان يصلي جماعة يصلي قائم فعرض له ما يمنعه أو يشق عليه أن يؤديها كما كان يؤديها يكتب له أجره تام ولله الحمد، فأقول في هذه الحالة لا تكلف نفسك ولا تحمل نفسك دينًا ولا يلزمك أي شيء من هذا بأن تسألهم أن يسقطوا عنك، أو أن تعرض نفسك للإحراج باستئذانهم بل عليك كما تقدم أن تحج إن تيسر لك بمال خال من الدين.