ليس لمسلم عذر في ترك الصلاة ما دام عقله عنده

الشبكة الإسلامية

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

أنا فتاة في الثانية والعشرين من العمر، مشكلتي هي أني لا أصلي إلا نادرا مع أني أخاف أن أموت وأنا لا أصلي، لكنني أنسى مع كثرة العمل، لأنني أعمل في مستشفى وفي أغلب الأوقات يكون عدد المرضى كثيرا فيومي يكون مليئا فأنسى الصلاة وأحيانا أتكاسل عن تأدية الصلاة.
فماذا أفعل، انصحوني؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله أن يهديك ويتوب عليك، فإن ترك الصلاة وإضاعتها ذنب عظيم، ومنكر جسيم، بل قد نقل ابن القيم في أول كتاب الصلاة إجماع المسلمين على أن تعمد ترك الصلاة الواحدة حتى يخرج وقتها أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وأن صاحب هذا الذنب عرضة لعقاب الله العاجل والآجل، بل قد ذهب بعض أهل العلم إلى تكفير تارك الصلاة وخروجه من الملة. فهل ترضين أيتها الأخت الفاضلة لنفسك بهذه المنزلة الدنية؟!
ولقد تكاثرت نصوص الشرع مبينة خطورة ترك الصلاة وتضييعها، وحسب مضيع الصلاة أن يصغي إلى قوله تعالى:  {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم:59].
فكفى بهذه الآية رادعا وزاجرا، وقد قال الله بعدها مرغبا لعباده في التوبة وفاتحا لهم باب الرجاء والأمل في عظيم رحمته: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [مريم:60].
فالواجب عليك أن تبادري بالتوبة إلى الله عز وجل، فإن غضب الله لا تقوم له السماوات والأرض، وليس لمسلم عذر في ترك الصلاة ما دام عقله عنده.
وإذا كان العمل يشغلك عن الصلاة ويحول بينك وبينها فننصحك بتركه، والبحث عن عمل آخر لا يمنعك من أداء الصلاة إن كنت محتاجة إلى العمل، وإلا فالأولى لك أن تلزمي بيتك، وأما ما تنسين أداءه من الصلوات فإن وقته حين تذكرينه، فصلِي الصلاة التي تنسينها وقت ذكرك لها، ولا إثم عليكِ إذا لم يكن ذلك عن تفريط وتساهل، لأن الناسي مرفوع عنه الحرج.
ولكننا نخشى من أن تكون كثرة نسيانك هذه دليلا على تفريطك في أمر الصلاة واستهانتك بها، إذ لو كانت مما يشغل لك بالا لما نسيتيها المرة بعد المرة، فحذار حذار من التهاون والتفريط، وأن يكون اهتمامك بشأن المرضى وعلاجهم أعظم من اهتمامك بأمر الصلاة التي هي صلة بينك وبين ربك تبارك وتعالى.
والله أعلم.