حكم الصلاة فى موقع العمل لعدم استطاعة تركه

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

أعمل في مجال المقاولات وأحيانًا يدخل وقت الصلاة ولا أستطيع ترك موقع العمل فأصلي في مكاني في العمل، أحيانًا فردًا وأحيانًا جماعة فهل يجوز ذلك؟

 

الإجابة:

إن كان هناك مسجد قريب من عملك فإن الواجب عليك أن تصلي في المسجد، إلا إذا كان هناك سبب يمنع، مثل أن تكون مسئول عن هذا العمل ولو تركت هذا العمل يترتب عليه ضرر، وأنت مأمور بذلك في هذه الحالة أنت معذور وصلاة الجماعة الأصل فيها الوجوب، واختلف العلماء في الأجير الذي يستأجر لوقت معين ويحضر وقت الصلاة، هل يجب عليه الصلاة؟ أو عليه أن يستأذن المستأجر، خاصة إذا شرط عليه أنه لا يذهب وأن يصلي في مكانه؛ لأنه لو صلى في المسجد تضرر فلا بأس أن يلتزم بالشرط؛ وخاصة إذا كان الشرط عارضًا وليس دائم، لكن حينما يكون الأمر مستمر فعليه أن يبحث عن العمل الذي يحصل به أداء حق الله عز وجل الواجب عليه {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق:4]. فإذا كان هذا العمل كل يوم ويلزمه أن لا يصلي مع الجماعة فالذي يظهر أن هذا لا يجوز، إلا إذا كان هذا العمل تعين ولم يجد غيره وأن فيه قوته وقوت أهله، فالأظهر أنه لا بأس بذلك مادام أنه اضطر إلى مثل هذا الشيء، أما إذا كان يجد مندوحًة وسعًة من هذا العمل، ويمكن أن يجد غيره من الأعمال، فلا يجوز له أن يلتزم بعمل ويؤجر نفسه لمن يمنعه من الصلاة في الجماعة، فالأصل أن وقت الصلاة خارج ولا يجوز الاشتراط على الأجير أنه لا يصلي في المسجد.