قطيعة الرحم وأكل الربا والمال الحرام

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
السؤال:

لقد كثرت القطيعة بين الناس كما كثر أكل الحرام والتعامل بالربا ما قولكم فضيلة الشيخ وما وصيتكم لإخوانكم المسلمين؟

الإجابة:

أما بالنسبة لقطيعة الرحم فهي من عظائم الأمور وجاء فيها الوعيد الشديد، وعلى الإنسان القاطع لرحمه أن يتوب إلى الله -جل وعلا- ويصل رحمه:  «من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه» (البخاري:2067) وجاء الوعيد الشديد  في قطيعة الرحم:  {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ} [محمد: ٢٢ - ٢٣] -نسأل الله العافية-، وجاء في السنة الأحاديث الكثيرة التي فيها الأمر والتأكيد على صلة الرحم وفيها أيضًا التشديد والوعيد الأكيد على قطيعة الرحم، فعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا- وأن يصل رحمه.

 وأما بالنسبة لأكل الحرام والتعامل بالربا، فالربا أيضًا من عظائم الأمور ومن الكبائر وهو حرب لله ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: ٢٧٨ - ٢٧٩] ومن يقوى على مثل هذا، وأكل الحرام كبيع ما حرَّم الله -جل وعلا- أو السرقات أو الغُصُوب أو غير ذلك مما حرمه -الله جل وعلا- نسأل الله العافية- مع أنه يترتب عليه الإثم والعذاب، وأيضًا تكون فيه المقاصّة كما جاء في حديث المفلس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: «أتدرون من المفلس؟ قالوا يا رسول الله المفلس من لا درهم له ولا متاع» فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المفلس من يأتي بأعمال كثيرة» وفي رواية: «كالجبال من صلاة وصدقة وصيام وحج وجهاد وصلة وغيرها ثم يأتي وقد ضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإذا انتهت هذه المظالم وإلا أخذ من سيئاتهم وأضيفت إلى سيئاته وقذف في النار» (مسلم:2581) نسأل الله العافية، ثم إنه أيضًا من موانع إجابة الدعاء، فالنبي -عليه الصلاة والسلام-  «ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟» (مسلم:1015)، مع أن الأسباب مبذولة، أشعث أغبر هذا أقرب إلى انكسار القلب، ومع ذلك مسافر، والمسافر له دعوة مستجابة، ويمد يديه، ورفع اليدين من أسباب إجابة الدعاء، ويكرر ذلك، يا رب يا رب كل هذه أسباب لإجابة الدعاء، والعلماء يقولون من كرر يا رب يا رب خمس مرات فحريٌ أن يستجاب له؛ استدلالا بما جاء في آخر سورة آل عمران، فهذه أسباب لكن وُجد المانع، مطعمه حرام ومشربه حرام وغُذِي بالحرام فأنّى يستجاب له استبعاد، فعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا- وأن يطيب مطعمه كما سأل سعد النبي -عليه الصلاة والسلام- حيث قال له يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة قال أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة.