تكرار أذكار الصباح والمساء
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
- التصنيفات: الذكر والدعاء -
هل يصح تكرار أذكار الصباح والمساء أكثر من مرة والزيادة عن العدد المطلوب؟
ما ورد تحديده من قبل الشارع بعدد معيّن فإنه لا تجوز الزيادة عليه ولا النقص منه، ولا يترتب عليه الأثر والثواب المرتب عليه إلا إذا جيء به على وجهه بعدده وكيفيته ولفظه؛ لأن الأذكار عند أهل العلم توقيفية، كما جاء في حديث البراء حينما سمع من النبي -عليه الصلاة والسلام- الذكر في المنام الذي فيه: « » فلما أعاد عليه الحديث قال: ورسولك الذي أرسلت قال: « » فدل على أن الأذكار توقيفية لا يزاد عليها ولا ينقص منها، وإنما تؤدى بحروفها وبعددها، وجاء في حديث: « »، فدل على أن الزيادة قد تكون مقبولة في مثل هذا الذكر على وجه الخصوص، ومنهم من يقول: زاد مئات أخرى، وعلى كل حال لو جاء بالمئة وزاد عليها ما يتحقق به أنه بلغ به المئة وكذلك إذا شك في الأعداد من الأذكار الأخرى ثم زاد على ذلك حتى يتحقق أنه أتى بالعدد المطلوب حينئذٍ يغتفر مثل هذا، ولو زاد على المئة من التهليل عشرًا من باب أنه أتى بالمئة التي عليها الوعد المذكور بأنها حرز من الشيطان وأنه كذا وكذا، وكان كمن أعتق عشر رقاب وزاد عليها عشرًا مثلًا من باب أن من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل بهذه النية وبهذا القصد فلا مانع من ذلك، أما العدد المطلوب المحدد في باب الأذكار فإنه يجب التزامه فلا يزاد عليه ولا ينقص منه. والأجور المرتبة على هذه الأذكار بهذه الأعداد لا تتحقق إلا إذا جيء بالعدد المطلوب المنصوص عليه.
المقدم: وإن لم يتحقق كما ذكرتم فلا بأس أن يزيد.
إذا شك هل بلغ العدد أو لم يبلغ فإنه لا مانع أن يزيد حتى يتحقق أنه بلغ العدد.