إذا تصدق عن الميت، فهل له أجر الصدقة؟!

  • التصنيفات: الموت وما بعده - الحث على الطاعات -
السؤال:

معظم أجوبتكم عن الصدقة للميت فيها غموض من ناحية أني لم أرى بيان ما يستفيده المتصدق من الأجر إن تصدق عن غيره، فإن لم يكن لي أجر في الصدقة، وكانت لغيري فلماذا أفضله على نفسي في الصدقة وأنا أحتاج ثوابها كاملا لأن أعمال الآخرة كما أظن لا يوجد فيها إيثار؟ وبالمختصر: كنت أظن أنني أحصل على ثواب الصدقة ويذهب مثل ثوابي لمن أتصدق عنه، وإن لم يكن كذلك فكيف أفضل غيري على نفسي؟ مع أنه للأب الميت فضل كبير على ابنه بتربيته والإنفاق عليه.

الإجابة:

الحمد لله تعالى
الصدقة عن الميت تنفعه ويصل ثوابها إليه بإجماع المسلمين.
وكذلك ينال المتصدِّقُ الأجرَ على هذه الصدقة.
ويدل على ذلك ما رواه الإمام مسلم في (صحيح مسلم:1004) عَنْ  أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْها: «أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (أي:ماتت فجأة)، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ».
قال النووي رحمه الله تعالى: "وَفِي هَذَا الْحَدِيث جَوَاز الصَّدَقَة عَنْ الْمَيِّت وَاسْتِحْبَابهَا، وَأَنَّ ثَوَابهَا يَصِلهُ وَيَنْفَعهُ، وَيَنْفَع الْمُتَصَدِّق أَيْضًا، وَهَذَا كُلّه أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ".
انتهى من (شرح صحيح مسلم:11/ 84).
وقال الشيخ ابن باز: "فالصدقة تنفع الميت، ويرجى للمتصدِّق مثل الأجر الذي يحصل للميت؛ لأنه محسن متبرع، فيرجى له مثل ما بذل كما قال عليه الصلاة والسلام: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله»، فالمؤمن إذا دعا إلى خير، أو فعل خيرا في غيره يرجى له مثل أجره، فإذا تصدق عن أبيه أو عن أمه أو ما أشبه ذلك فللمتصدق عنه أجر، وللباذل أجر.
وهكذا إذا حج عن أبيه أو عن أمه فله أجر، ولأبيه وأمه أجر، ويرجى أن يكون مثلهم أو أكثر لفعله الطيب، وصلته للرحم، وبره لوالديه، وهكذا أمثال ذلك، وفضل الله تعالى واسع.
وقاعدة الشرع في مثل هذا: أن المحسن إلى غيره له أجر عظيم، وأنه إذا فعل معروفاً عن غيره يرجى له مثل الأجر الذي يحصل لمن فعل عنه ذلك المعروف".
انتهى من (فتاوى نور على الدرب:14/313).
والله تعالى أعلى أوعلم.