زواج السنية بشابٍّ من قرْية الغجر اللبنانيَّة
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب - فقه الزواج والطلاق - فتاوى وأحكام -
السَّلام عليْكم علماءَنا الأفاضل، وبارَك الله فيكم وبعلْمِكم، وزادَكم سدادًا ونورًا وعلْمًا وهدًى.
سؤالي يتعلَّق بالزَّواج: ما حكْمُ شابَّة من أهل السنَّة والجماعة وتُريد الزَّواج من شابٍّ من قرْية الغجر اللبنانيَّة؟
مع العلم بأنَّ النَّاس في قرْية الغجر ينتسِبون إلى الطائِفة العلويَّة "العلويين"، وإذا كان العكس فما الحكم؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالعلويُّون يُراد بهم في هذا العصْر النصيريَّة، وهي حركة باطنيَّة ظهرتْ في القرْن الثالث للهجْرة، أصحابُها يُعدُّون من غلاة الشّيعة، الذين زعَموا وجود جزءٍ إلَهي في عليٍّ – رضي الله عنه -وألَّهوه به، وكان مقصِدُهم هدْم الإسلام ونقْض عُراه، ولذلك كانوا مع كلِّ غازٍ لأرْض المسلمين، ولقد أطْلق عليهم الاستعمار الفرنْسي لسوريا اسم "العلويين"؛ تمويهًا وتغطيةً لحقيقتِهم الباطنية.
قال عنْهم شيخ الإسلام ابن تيمية – قدس الله روحه -: "هؤلاء القوم الموصوفون بالنصيريَّة هُم وسائِرُ أصْناف القرامطة الباطنيَّة أكْفَر من اليَهود والنَّصارى، بل وأكْفر من كثيرٍ من المُشْركين، وضررُهم على أمَّة محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعْظم من ضرر الكفَّار المحاربين، مثل كفَّار التَّتار والإفرنج وغيرهم؛ فإنَّ هؤلاء يتظاهرون عند جهَّال المسلمين بالتشيُّع وموالاة أهْل البيْت، وهُم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا بِرسوله، ولا بكتابِه، ولا بأمْرٍ ولا نَهي، ولا ثوابٍ، ولا عقاب، ولا جنَّة ولا نار، ولا بأحدٍ من المرْسلين قبل محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا بملَّة من المِلَل السَّابقة، بل يأخذون كلامَ الله ورسوله المعْروف عند عُلماء المسلمين يتأوَّلونَه بيْنهم على أمورٍ يقرُّونَها بينهم، ويدَّعون بأنَّها علم الباطنيَّة". اهـ.
وقال - رحِمه الله -: "اتَّفق العُلماء على أنَّ هؤلاء لا تَجوز مناكحتُهم، ولا يجوز أن يُنْكِحَ الرَّجُل مولاتَه منهم، ولا يتزوَّج منهم امرأة". اهـ.
وعليه؛ فلا يَجوز نِكاح المرأة السنّيَّة من العلوي لكونه كافرًا، ولا يجوز للسنِّي أن يتزوج علوية،،
والله أعلم.