فضل المشي إلى المساجد
- التصنيفات: فقه الصلاة -
يبعد المسجد عن المنزل حوالي 10 دقائق، ويبدو لي أنني أقضي يوميا ذهابا وإيابا إلى المسجد كثيرا من الوقت ولا يبقى لي الكثير لأذاكر، أو أقضي حاجياتي المنزلية وأجد مشقة في البرد والحر والمطر، فما هو الحكم في هذه الحالة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أن فضل المشي إلى المساجد عظيم فوقتك غير ضائع بذهابك إلى المسجد، بل هو معمور بعمل من أجل الأعمال وطاعة من أفضل الطاعات، فعليك أن تحتسب خطواتك تلك عند الله تعالى وأن لا تفرط في هذه الفضيلة العظيمة وأن لا تحرم نفسك من هذا الثواب الجزيل مهما أمكنك ذلك، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » (متفق عليه).
وعنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
» (رواه مسلم).وعن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حماراً لتركبه في الظلماء وفي الرمضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
» (رواه مسلم).وعن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «البخاري معناه في رواية أنس.
» (رواه مسلم)، وروىوعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
» (متفق عليه).والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جداً، فإذا علمت هذا وعلمت أن الخير لك في حرصك على شهود الجماعة في المسجد فاعلم أن الجماعة واجبة على الرجال البالغين، وأكثر الموجبين للجماعة لا يوجبون فعلها في المسجد وإنما يجيزون فعلها في أي مكان.
وعليه، فإنك إن صليت جماعة في بيتك، أو غيره برئت ذمتك من الواجب عند أكثر الموجبين للجماعة وإن فاتتك فضيلة الذهاب إلى المسجد، وأما إذا لم يمكنك صلاة الجماعة إلا في المسجد فيجب عليك أن تأتي المسجد إن كنت تسمع النداء لتحصيل الجماعة، ويجوز لك التخلف عن الجماعة لعذر كالمطر، أو الريح الشديدة الباردة أو غير ذلك من الأعذار المبيحة لترك الجماعة.
والله أعلم.