المقصود بمِلْك اليمينِ
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الجهاد - فتاوى وأحكام -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فضيلة الشيخ، جزاكم الله خير الجزاء، ما المقصود بمِلْك اليمين؟ وهل هو موجود في أيامنا هذه؟
ولكم الشكر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإن مِلْكَ اليمينِ هم الأرقَّاء المملوكون عبيدًا، ذكورًا كانوا أو إناثًا.
واعلم أن الأصل في الإنسانِ الحريةُ، والرقَّ طارئٌ، والله - تعالى - خَلَقَ آدمَ وذريتَه أحرارًا، وإنما الرقُّ لعارضِ الكفر.
قال ابن قدامة في "المغني": "الأصل في الآدميين الحريةُ؛ فإن الله - تعالى - خلق آدمَ وذريته أحرارًا، وإنما الرق لعارضٍ، فإذا لم يُعلَم ذلك العارضُ، فله حكمُ الأصل".
ويدخل الإنسانُ في ملك اليمين بواحد من ثلاثة:
الأول: الأسرُ والسبي من الأعداء الكفار.
الثاني: وَلَدُ الأمةِ من غير سيِّدها، يتبع أمَّه في الرق.
الثالث: الشراء ممن يملك الرقيق ملكًا صحيحًا معترفًا به شرعًا.
قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله -: "وسببُ الملك بالرق: هو الكفر، ومحاربةُ الله ورسوله، فإذا أقدر اللهُ المسلمينَ المجاهدين، الباذلين مُهَجهم وأموالهم، وجميعَ قواهم، وما أعطاهم الله؛ لتكون كلمةُ الله هي العليا - على الكفار؛ جعلهم ملكًا لهم بالسبي، إلا إذا اختار الإمامُ المنَّ أو الفداءَ؛ لما في ذلك من المصلحة للمسلمين"؛ "أضواء البيان".
وقد انتهى الرقُّ تقريبًا في عصرنا هذا، فلم يعد هناك عبيدٌ ولا إماء، وهذا لا يعني إبطالَ أحكام الرق إذا وُجدتْ أسبابُه، كالجهاد بين المسلمين والكفار،،
والله أعلم.