حكم الكلام أثناء الوضوء

  • التصنيفات: فقه الطهارة -
السؤال:

ما حكم الكلام في أثناء الوضوء؟

الإجابة:

الحمد لله تعالى
يجوز للإنسان أن يتكلم في أثناء وضوئه؛ لعدم وجود ما يمنع من ذلك شرعاً، والأصل في الأفعال الإباحة.

والكراهة المنقولة عن بعض العلماء رحمهم الله تعالى، في كراهة الكلام في أثناء الوضوء، محمولة على ترك الأولى، وليس المقصود الكراهة الشرعية، أي: الأولى أن لا يتكلم المتوضئ في حال وضوئه من غير حاجة.

قال النووي رحمه الله تعالى: "سنن الوضوء ومستحباته منها، ثم ذكر: وأن لا يتكلم فيه لغير حاجة.
وقد نقل القاضي عياض في شرح صحيح مسلم: أن العلماء كرهوا الكلام في الوضوء والغسل، وهذا الذي نقله من الكراهة محمول على ترك الأولى، وإلا فلم يثبت فيه نهي، فلا يسمى مكروها إلا بمعنى ترك الأولى" انتهى من (المجموع:1/490 -491).

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن: الكلام أثناء الوضوء، هل هو مكروه؟

فأجاب رحمه الله تعالى: "الكلام في أثناء الوضوء ليس بمكروه، لكن في الحقيقة أنه يشغل المتوضئ؛ لأن المتوضئ ينبغي له عند غسل وجهه أن يستحضر أنه يمتثل أمر الله تعالى، وعند غسل يديه ومسح رأسه وغسل رجليه، يستحضر هذه النية، فإذا كلمه أحد وتكلم معه، انقطع هذا الاستحضار وربما يشوش عليه أيضاً، وربما يحدث له الوسواس بسببه، فالأولى ألا يتكلم حتى ينتهي من الوضوء، لكن لو تكلم، فلا شيء عليه".
انتهى من (فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين).

والله تعالى أعلى وأعلم.