حديث: «لا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ...»

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

  • التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها -
السؤال:

في الحديث: «لا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث» يقول: ما المقصود بقوله:«في مصلاه»، هل المقصود بهذا البقعة تحديدًا، أم المسجد الذي صلى فيه؟ 

 

الإجابة:

الحديث مُخرج في البخاري وغيره،(البخاري:445) ولفظ: «الـمُصلى»- يحتمل أن يكون البقعة التي أدى فيها الصلاة، ويحتمل أن يكون المسجد بكامله؛ لأنه مُصلى وتصح نسبته إليه؛ لأنه صلى فيه، ولا شك أن جلوسه في البقعة التي أدى فيها الصلاة تدخل دخولاً أوليًّا في الحديث، وعموم المسجد يدخل من حيث عموم الحديث وشمولُه لمكان الصلاة، فإذا لم تدعُ الحاجة إلى الانتقال من البقعة التي أدى فيها الصلاة، فالأولى به أن يجلس في مكانه الذي في البقعة التي صلى فيها؛ ليكون دخوله في النص قطعيًّا، وإذا دعت الحاجة إلى ما يعينه على البقاء والمكث في المسجد بأن ينتقل إلى سارية أو جدار يتكئ عليه، بحيث لو لم يفعل ذلك لما استطاع أن يتابع الجلوس ويمكث أطول وقت ممكن، فإنه لا مانع من أن ينتقل إلى ما يعينه إلى تحقيق هذه السُّنة المرغب فيها، فالملائكة تصلي عليه وتدعو له وتستغفر له مادام في مكانه ما لم يحدث، والحدث المراد به ما يبطل الطهارة، هذا هو الأصل، ويشمل الإحداث في الدين؛ فإذا أحدث في الدين وابتدع فيه، فلاشك أنه لا ينال هذا الفضل، وكذلك كما جاء في بعض الروايات ما لم يؤذِ.

فعلى الراغب في مثل هذا الأجر وهذا العمل أن يحرص أن لا يخدش هذا العمل المرغب فيه لا بحدث حسي ولا معنوي ولا أذى، وإنما يستغل وقته بذكر الله وتلاوة القرآن ونفع الناس بتعليم ونحوه، وإن كان من المتعلمين فليحرص على طلب العلم، ويثبت له هذا الأجر إن شاء الله تعالى.