خروج المصلي إلى المسجد متطهرا

  • التصنيفات: فقه الصلاة -
السؤال:

إذا ما المرء ذهب إلى المسجد ولم يتوضأ أو فسد وضوؤه أثناء الطريق إلى المسجد فهل يذهب عنه ذلك الأجر العظيم حسب قول الحديث؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الظاهر أن الخروج والذهاب إلى المسجد بطهارة له فضل على الذهاب إليه بدون طهارة، لقوله صلى الله عيله وسلم: «من تطهر في بيته ثم خرج إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة».
فظاهر هذا الحديث يدل على أن خروج المصلي متطهرا أفضل من خروجه غير متطهر، وعليه فإن من خرج غير متطهر فقد فاته فضل الخروج بالطهارة ويشهد لهذا المعنى ما رواهأبو داود عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  «من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم».
قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود: شبه بالحاج المحرم لكون التطهر من الصلاة بمنزلة الإحرام من الحج لعدم جوازهما بدونهما ثم إن الحاج إذا كان محرما كان ثوابه أتم، فكذلك الخارج إلى الصلاة إذا كان متطهراً كان ثوابه أفضل. انتهى
إلا أن الذي تطهر في بيته وخرج ثم أحدث في طريقه إلى المسجد من غير قصد قد يحصل على هذا الفضل لأنه تطهر في بيته ثم خرج متطهرا، وفعل ما في مقدروه لسعة فضل الله تعالى وكرمه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامله. انتهى. واستدل لهذا بأحاديث صحيحة.
والله أعلم.