السهر في رمضان والنوم عن الصلاة

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

  • التصنيفات: فقه الصيام -
السؤال:

فيلاحظ على بعض الأخوة في شهر رمضان المبارك أنهم يسهرون الليل كله أو أكثره ويتناولون طعام السحور قبل طلوع الفجر بزمن طويل فيكون هذا التصرف سببا في تفويت صلاة الفجر حيث ينامون عنها، ومنهم من يصلى الفجر قبل دخولها بنصف ساعة أو أكثر من أجل أن ينام، وهذا السلوك يصدر كثيرا من الطلاب والطالبات حرصا منهم على النوم.

نود من فضيلتكم توجيه هؤلاء وتحذيرهم من خطورة هذا المسلك؟ 

الإجابة:

وبعد، فإن هذا السهر الذي يسبب فوات الصلاة لا يجوز تعمده بل على المسلم أن يفعل الأسباب التي تعينه على أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة، وعلى هذا فمن خاف من فوات الصلاة فعليه أن ينام مبكرا أي بعد صلاة التراويح فإن الله تعالى جعل الليل لباسا وجعله محل النوم والراحة، وجعل النهار محل الكسب والتقلب في الحاجات فقال تعالى:  {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} فهؤلاء الذين يسهرون ليالي رمضان أرادوا بذلك أن يقضوا نهارهم في النوم حتى لا يحسوا بالتعب ولا بالظمأ أو الجوع، فربما نام أحدهم من الصباح إلى صلاة الظهر أو العصر، فإذا استدعى سهره أنه يتسحر مبكرا ثم ينام بعد السحور فيستغرق في النوم بحيث يصعب عليه القيام للصلاة أو إذا صلاها فعلها بكسل ونعاس فهذا لا يجوز، وكذا يحرم تقديمها قبل دخول وقتها فإنه لا يدخل إلا بعد طلوع الفجر الصادق الذي هو البياض المعترض، وعلى الجميع أن يحرصوا على أداء الصلاة في وقتها وفعل الأسباب المعينة على ذلك، وترك الأفعال التي يفوت بسببها الوقت أو أكثره. والله أعلم.