وقت صلاة الفجر
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الصلاة - فتاوى وأحكام -
نرجو من فضيلتِكم توْضيح مواقيت صلاة الفجْر الصَّحيحة لنا على مدار العام بمصر؛ وذلك لورود كلام على مسامعنا عن مواقيت صلاة الفجر أنها غير منضبطة، وماذا نفعل إذا تأكدنا من أنَّ المسجِد المُجاوِر لنا يؤدِّي الصَّلاة قبل الموعِد؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد سبق بيان وقْت الفجْر الصَّادق في الفتوى: "صلاة الفجر"، فلتراجع.
ومن خِلال الاطِّلاع على الفتْوى المذْكورة يُعْلَم أنَّ صحَّة الصَّلاة لا تتمُّ إلاَّ بدخول الوقْت، ومَن صلَّى ولَم يتحقَّق دخولَ الوقْت، فلا تجوز صلاتُه، ولا تجزئه، ولا يصحّ الاقتِداء به، والَّذي نعرِفه عن وقت الفجْر في مصر أنَّه ليْس صحيحًا، وقد نصَّ على هذا غيرُ واحدٍ من عُلماء مصْر الكبار، بدءًا من العلامة رشيد رضا في تفسير "المنار"، وأشار إلى ذلك الأستاذ سيّد قطب في "الظلال"، ثمَّ شيخ الأزهر الشَّيخ جاد الحقّ، ونشر بحثه في الجرائد الرسميَّة، ومن ثمَّ قامت وزارة الأوْقاف بوضْع توقيت لإقامة الصَّلاة، وفيه أنَّ بين أذان الفجر وإقامته ثلث الساعة.
قال في "الظلال": {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ} [البقرة: 187].
أي: حتَّى ينتشِر النُّور في الأفُق، وعلى قمم الجبال، وليْس هو ظهور الخيط الأبْيض في السَّماء، وهو ما يسمَّى بالفجر الكاذب، وحسب الرِّوايات التي وردتْ في تحديد وقْت الإمساك نستطيع أن نقول: إنَّه قبل طلوع الشَّمس بقليل، وإنَّنا نُمسك الآن وفْق المواعيد المعروفة في قطرِنا هذا قبل أوان الإمْساك الشَّرعي ببعْض الوقت ... ربَّما زيادة في الاحتياط".
هذا؛ والله أعلم.