حكم التسمِّي بـ "مالك"
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فتاوى وأحكام - العقيقة وأحكام المولود -
هل يَجوز أن أسمِّي ابنِي "مالك"؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالأصلُ في الأسماءِ هو الجواز إلاَّ إذا وُجِد محذورٌ شرْعي، كتعْبيدٍ لِمخلوق، كعبْد الرَّسول أو عبد الحسين وغيرها، وكالتسمِّي بملِك الملوك أو شاهٍ شاه؛ فعن أبِي هريرة مرفوعًا: « » رواه ابن حبان والحاكم.
قال الحافظ في "فتح الباري": "هذا الحديثُ على تَحريم التسمِّي بِهذا الاسم؛ لورودِ الوعيد الشديد، ويلتحِق به ما في معْناه، مثل: خالق الخلْق، وأحكم الحاكمين، وسلْطان السَّلاطين، وأمير الأمراء، وقيل: يلتحق به أيضًا مَن تسمَّى بشيءٍ مِن أسْماء الله الخاصَّة به، كالرَّحْمن والقدّوس والجبَّار، وكذلِك يمنع من التسمِّي بالاسْم القبيح في معناه، ونحو ذلك". اهـ.
أمَّا التسمِّي بأسماء الملائكة - كمالكٍ - فلا نعلم دليلاً صحيحًا يَمنع منه؛ بل هو من الأسْماء الحسنة، وقد كان هذا الاسْم معروفًا بين الصَّحابة؛ كمالك بن الحويْرث، وأقرَّه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - ولم يغيِّرْه، وكذلك في عهْد التَّابعين؛ مالك بن أبي عامرٍ، جَدّ الإمام مالك، ومن تابعيهم الإمام مالك بن أنس، إمام دار الهِجْرة.
وقد كرِه الإمام مالك التسمِّي بجبريل وياسين، وكرِه بعضُ أهلِ العلْم التسمِّي بأسماء الملائِكة مطلقًا، واستدلُّوا بِما رواه البخاريُّ في تاريخه: « »؛ والحديث ضعَّفه البخاري.
قال ابن القيِّم في "تُحفة الموْدود في أحْكام المولود" - في معرض كلامِه عن الأسماء المكْروهة -: "ومنها أسْماء الملائكة - كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل - فإنَّه يُكْرَه تسمية الآدميِّين بها؛ قال أشهبُ: سُئِل مالكٌ عن التسمِّي بجبريل، فكرِه ذلك ولم يعجبْه، وقال القاضي عياض: قدِ استظْهر بعضُ العُلماء التسمِّي بأسماء الملائكة، وهو قول الحارث بن مسكين، قال: وكره مالك التسمِّي بجبريل وياسين، وأباح ذلك غيرُه، قال عبدالرزَّاق في "الجامع" عن معمر قال: قلتُ لحمَّاد بن أبي سليمان: كيف تقول في رجُل تسمَّى بجبريل وميكائيل؟ فقال: لا بأس به".
وممَّا سبق يتبيَّن أنَّ التسمِّي بأسماء الملائكة - ومنها مالك - مباح، ومَن كرِهَها لم يأتِ بدليل منتهض،،
والله أعلم.