فضل يوم النحر

  • التصنيفات: فقه الحج والعمرة - دعوة المسلمين - الحث على الطاعات - خطب العيدين - العشر من ذي الحجة -
السؤال:

هل هناك مزايا خاصة لليوم العاشر من ذي الحجة؟

الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما، يوم الفطر، والأضحى» (أبو داود:1134)، وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة:2021).

فأبدل الله تعالى هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذِّكر والشكر والمغفرة والعفو.

ففي الدنيا للمؤمنين ثلاثة أعياد:

عيدٌ يتكرر كلَّ أسبوع، وعيدان يأتيان في كل عام مرَّةً مرَّة، من غير تكرر في السنة.

فأما العيد المتكرر كل أسبوع فهو يوم الجمعة.

وأما العيدان اللذان لا يتكرران في العام، وإنما يأتي كلُّ واحدٍ منهما في العام مرةً واحدة.

فأحدهما: عيد الفطر من صوم رمضان، وهو مرتب على إكمال صيام رمضان، وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ومبانيه، فإذا استكمل المسلمون صيام شهرهم المفروض عليهم، شرع الله تعالى لهم عقيب إكمالهم لصيامهم عيداً يجتمعون فيه على شكر الله سبحانه وذكره وتكبيره على ما هداهم له، وشرع لهم في ذلك العيد الصَّلاة والصَّدقة.

والعيد الثاني: عيد النحر وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وهو أكبر العيدين وأفضلهما، وهو مترتب على إكمال الحجِّ، فإذا أكمل المسلمون حجَّهم غُفر لهم.

وإنما يكمُلُ الحجُّ بيوم عرفة والوقوف بعرفة؛ فإنه ركن الحجِّ الأعظم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة» (الترمذي:889 ) وصححه الألباني في إرواء الغليل (1064).

ويوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيُعتق الله تعالى فيه من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيداً لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده.

وشُرع للجميع التقرُّب إليه بالنُّسُك، وهو إراقة دماء القرابين.

وتتلخص فضائل هذا اليوم بما يلي:

1- أنه خير الأيام عند الله تعالى:

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (زاد المعاد:1/54): "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر كما في سنن أبي داود (1765) عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر» وصححه الألباني في (صحيح أبي داود).

2- أنه يوم الحج الأكبر: 

فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُمَا قَالَ «وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ وَقَالَ: هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ» (البخاري:1742)

وذلك لأن معظم أعمال الحج تكون في هذا اليوم، ففيه يفعل الحجاج ما يلي:

1- رمي جمرة العقبة.

2- النحر.

3- الحلق أو التقصير.

4- الطواف.

5- السعي.

3- أنه يوم عيد المسلمين:

قال صلى الله عليه وسلم: «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب»

(الترمذي:773) وصححه الألباني في (صحيح الترمذي).

والله تعالى أعلى وأعلم.