حكم صلاة الجماعة في المسجد
- التصنيفات: فقه الصلاة - قضايا الشباب - دعوة المسلمين - الحث على الطاعات -
ما حكم صلاة الجماعة في المسجد وما هو الدليل على ذلك؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال القادرين، على الصحيح من أقوال العلماء؛ لأدلة كثيرة منها:
الدليل الأول:
قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ… } [النساء: من الأية 102]
وجه الاستدلال:
أحدها: أمره سبحانه و تعالى لهم بالصلاة في الجماعة، ثم أعاد هذا الأمر سبحانه مرة ثانية في حق الطائفة الثانية بقوله: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ … }
و في هذا دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان، إذا لم يسقطها سبحانه عن الطائفة الثانية بفعل الأولى، و لو كانت الجماعة سنة، لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف، ولو كانت فرض كفاية لسقطت بفعل الطائفة الأولى.
ففي الآية دليل على و جوبها على الأعيان.
فهذه ثلاثة أوجه
· أمره بها أولاً.
· ثم أمره بها ثانياً.
· و أنه لم يرخص لهم في تركها حال الخوف.
الدليل الرابع:
1- ما ثبت في الصحيحين وهذا لفظ البخاري: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: « ».
2- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: « » (متفق عليه).
3- و للإمام أحمد عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: « ».
4- و لم يفعل النبي صلى الله عليه و سلم ما هم به للمانع الذي أخبر أنه منعه منه، وهو اشتمال البيوت على ما لا تجب عليه الجماعة من النساء و الذرية، فلو أحرقها عليهم لتعدت العقوبة إلى من لا يجب عليه.
الدليل الخامس:
· روى مسلم في صحيحه « ن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله عليه و سلم: ليس قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أنْ يُرَخِص له، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال: قال: نعم قال: ». وهذا الرجل هو ابن أم مكتوم · و في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود عن عمرو ابن أم مكتوم قال: «قلت: يا رسول الله أنا ضرير شاسع الدار ولي قائد لا يلائمني ، فهل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي ؟ قال: قال: نعم. قال: ».
· الأمر المطلق للوجوب، فكيف إذا صرَّح صاحب الشرع بأنه لا رخصة للعبد في التخلف عنه الضرير شاسع الدار لا يلائمه قائده، فلو كان العبد مخيراً بين أن يصلي و حده أو جماعة، لكان أولى الناس بهذا التخيير مثل هذا الأعمى.
الدليل السادس:
روى أبو داود و أبو حاتم ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « قالوا: و ما العذر؟ قال: » .
الدليل السابع:
ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: « » و في لفظ " «و قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى، و إن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه».
وجه الدلالة:
أنه جعل التخلف عن الجماعة من علامات المنافقين المعلوم النفاق.
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته والله تعالى أعلم.