الارتباط بزوج لا ينجب
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - قضايا الزواج والعلاقات الأسرية - فتاوى وأحكام -
بسم الله الرحمن الرحيم،
تحية طيبة وبعدُ:
تقدَّم لخِطْبَتي شابٌّ في مُقتبل العُمر، وكان مُتزوجًا قبل ذلك، ولَم يَحْدُث إنجاب، وتَمَّ الانفصال.
نسبة الإنجاب ضعيفة لا تتعدَّى 20%، وهذا طبعًا بعد التحاليل والفُحُوصات الطبيَّة، والإشاعات الطبية.
فما رأي الدِّين والشَّرع في هذا الموقف؟ وهل يوجدْ قول يقول: "الزوجة الصالحة على أساس الدين، وخير الزوجة الودود الولود"؟
وشكرًا لكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإن كان الأمر كما ذكرتِ: أنَّ الفُحُوصات الطبية قد أثبتتْ أن فُرَص إنجابِ هذا الشاب ضعيفة، وعُلم ذلك عن طريق أهْل الاختصاص من الأطباء المتقنين، فالأَوْلَى عدم الزواج به؛ لأنَّ الإنجاب وكثرة النَّسل نعمة عظيمة، حثَّ الشرعُ على طلَبها، وهو حقٌّ للزَّوْجَيْن جميعًا؛ فعن معقل بن يسار قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنِّي أصبتُ امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوجها؟ قال: لا، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فنهاه، فقال: « »؛ رواه أبو داود.
والزواج ممن لا ينجب قد يؤدِّي إلى الإخلال بهذا المطلب الشرعي، والهدف السامي المنشود.
ولذلك؛ نصَّ كثيرٌ من الفقهاء على أن عدم القُدرة على الإنجاب من العُيُوب المؤثِّرة في الزواج؛ قال ابن القيِّم: "والصحيح أنَّ النكاح يفسخ بجميع العيوب كسائر العقود؛ لأنَّ الأصْل السلامة ... والقياس أنَّ كلَّ عيبٍ ينفر الزوج الآخر منه، ولا يحصل به مقصود النكاح من المودة والرحمة، فإنه يوجب الخيار". اهـ.
وقد اعتبر الشيخ العثيمين في "الشرح الممتع" عدم الإنجاب عيْبًا يوجب الخيار للزوج والزوجة، فقال: "والصوابُ أنَّ العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح، ولا شك أنَّ مِنْ أهَمِّ مقاصد النكاح المتعة، والخدمة، والإنجاب، فإذا وجد ما يمنعها فهو عَيْب، وعلى هذا فلو وجدت الزوج عقيمًا، أو وجدها هي عقيمة، فهو عيب".
ومعلوم أنَّ حُب المرأة للإنجاب والاشتياق للأولاد أكثر من الرجل، فيُخشى إن تَمَّ هذا الزواج أن يحدُث شقاق ونزاع ولا تتحملين.
أمَّا المقولة المذكورة فالظاهر أنها متركبة من حديثين، وهما: الحديث السابق «البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « »،،
»، ولحديث الثاني: هو ما أخرجهوالله أعلم.