التهاون بالصلاة

خالد عبد المنعم الرفاعي

  • التصنيفات: التوبة - الطريق إلى الله -
السؤال:

السلام عليكم،

أنا واقع في حيرة كبيرة يا شيخ لا يعلمها إلا الله، فأنا متزوجٌ منذ 7 سنوات، ولديَّ 3 أطفال، ولله الحمد، ترجع بي الذاكرة دائمًا إلى أول أيام زواجي، عندما ذهبت بعروسي إلى بيت الزوجية قبيل الفجر، فأخذنا اللعب واللهو الذي يحدث بين أيِّ عروسين، حتى طلعت الشمس ونحن لم نصل، مع أننا نسمع الأذانَ، وإقامةَ الصلاة، ولكن كنا نقول: بعد قليل نصلي، حتى طلعت الشمسُ، ثم استفقنا من غفلتنا بندمٍ كبيرٍ، فصلينا الفجر، ولكن بعد طلوع الشمس بساعةٍ أو نحوِها.

شيخنا الكريم، هل ما حدث يُعتبر كفرًا و خروجًا من الملة؟ وإذا كان كذلك، فهل زواجي أصبح باطلًا وأولادي أولادَ زنا؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فقد ذكرتَ أن تلك المشكلةَ كانت من سبع سنوات؛ ولذلك حاولْ أن تنسى الأمر؛ لأن تذكُّرها بهذه الطريقة سيعيقك، ويعطلك عن السير إلى الله، فاحمد الله أنك الآنَ تستقبِحُ هذا الأمر، ولْتعزمْ على عدم العود، ولْتحذرْ؛ فإن تذكُّر الذنب من وقت لآخرَ، والتفاتَكَ إليه قد يجعل الإنسان يحِنُّ إلى الذنب، أو يُثَبَّط عن الخير، ومن ثَم؛ فالأفضل نسيانُ الأمر أو تناسيه، وقطعُ الاسترسال في تفكُّره, فإذا غلبك تذكُّرُ تلك الليلة، فاجعله منطلَقًا لتجديد التوبة النصوح بالاستغفار، والإكثار من الأعمال الصالحة، والانشغال بالطاعات، فالنفس إن لم تَشغَلْها بالحق شغلتْك بالباطل.

قال ابنُ الجوزيِّ: "إنك إذا اشتبك ثوبك في مسمارٍ، رجعْتَ إلى الخلف لتُخلِّصه، وهذا مسمار الذنب قد علِق في قلبك، أفلا تنزعُه؟! انزعه، ولا تدعه بقلبك، يغدو عليك الشيطان ويروح، اقلع الذنب من قلبك". اهـ.

وينبغي أن يكون حرصك هو عدم العود للذنب مرة ثانية، قد بين شيخ الإسلام ابن تيميَّة ما يعين على هذا فقال: "فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه، فمن خرج من قلبه الشبهةُ والشهوةُ، لم يَعُدْ إلى الذنب؛ فهذه التوبة النصوح". اهـ من مجموع الفتاوى،،

والله أعلم.