مسخ أصحاب المعاصي
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الحديث وعلومه -
السّلام عليكم، بارك الله فيكم،،،
أريد التّأكّد: هل الحديث الذي يقول: إنّه يوجد مسخ في أيّامنا هذه لأصحاب المعاصي، حديث صحيح؟
جُزيتم الجنّة.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاهُ، أما بعدُ:
فقد دلت الأحاديث الصحيحة على وقوع المسخ آخر الزمان، عقوبةً على استحلال بعض المعاصي؛ فعن أبي مالك الأشعري، قال: سمع النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: « »؛ رواه البخاري معلقًا والعلم: هو الجبل.
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « »، قالت: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: « »؛ رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني .
وعن ابن عمر أنه جاءه رجل فقال: إن فلانًا يقرأ عليك السلام، فقال له: إنه بلغني أنه قد أحدث، فإن كان قد أحدث، فلا تُقرئْه مني السلام؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: «
»؛ سنن الترمذي.وعن عمران بن حصين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «
»؛ رواه الترمذي.وروى ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: «
».وروى الإمام أحمد في مسنده، عن ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: «
».وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى": "فظهر بهذا أن القوم الذين يُخسف بهم ويُمسخون، إنما يُفعل ذلك بهم من جهة التأويل الفاسد الذي استحلوا به المحارم بطريق الحيلة، فأعرضوا عن مقصود الشارع وحكمته في تحريم هذه الأشياء، ولذلك؛ مسخوا قردة وخنازير، كما مسخ أصحاب السبت، بما تأولوا من التأويل الفاسد الذي استحلوا به المحارم، وخُسف ببعضهم كما خُسف بقارون؛ لأن في الخمر والحرير والمعازف من الكبر والخيلاء ما في الزينة التي خرج فيها قارون على قومه، فلما مَسَخوا دين الله، مَسَخهم الله، ولما تكبروا عن الحق، أذلهم الله.
وقد جاء ذكر المسخ والخسف عند هذه الأمور في عدة أحاديث".
هذا، والله أعلم.