التعاون من أجل الإكثار من ختم المصحف في رمضان

  • التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة - الحث على الطاعات -
السؤال:

عملنا موضوعاً بيننا ليحفزنا على ختم قراءة القرآن أكثر من مرة برمضان؛ بحيث يكتب كل منا إلى أين وصل في القراءة، ويكتب الآية التى وقف عندها، وكيف فهم منها.

أدى ذلك بفضل الله إلى تحفيز الكل، والاهتمام بالقراءة، وتفهم معنى الآيات، ومنا من ختمه قبل العشر الأوائل، واعترف أنها أول مرة يختمه في هذا الوقت.

وجدنا من يعترض ويقول: إن هذا رياء وحرام، وخوفاً من ضياع الأجر، وأنه ليس مهماً الجهر، ز

سؤالي هو: ما هو الصواب، فهل هو حرام حقاً، وما دليل حرمته؟

جزاكم الله خيراً.

 

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يجزيكن خيراً على حرصكن على الخير، وتلاوة كتاب الله تعالى وتدبر معانيه، وهذا الفعل لا حرج فيه؛ لأنه نوع من التعاون على البر والتقوى، وهو مرغب فيه شرعاً بنص كتاب الله تعالى في قوله سبحانه:  {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]، ومن قال بتحريمه فقد أبعد النجعة ولم يحالفه الصواب.

فإن مثل هذه الأمور من الوسائل، والأصل في باب الوسائل الإباحة لا المنع، فمن منع فهو المطالب بالدليل، وأما الحكم بكون هذا فيه نوع من الرياء فلا يصح، وهل يلزم من العمل إن كان صاحبه قد يرائي به أن يحكم على أصل العمل بالتحريم.

فالأولى أن يقال بدلاً من ذلك: أنه ينبغي لمن يقوم بمثل هذا الفعل أن يحذر الرياء، وترك العمل خوفاً من الرياء مذموم، كما أن العمل من أجل الرياء كذلك مذموم، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك". انتهى.

والله أعلم.