أفطروا ظناً منهم أن الشمس قد غربت فبان أنها لم تغرب

  • التصنيفات: فقه الصيام - فتاوى وأحكام -
السؤال:

يوم أمس كنت مع عائلتي جالسين على مائدة الإفطار ننتظر أذان المغرب، وعند دخول الوقت سمعنا جميعنا الأذان من بعيد، فبدأنا بالأكل والشرب، وإذا بالصوت يقترب أكثر ويكون عبارة عن صوت سيارة جوالة تنادي لبيع جرار الغاز، وبعدها بثواني يبدأ الأذان الفعلي، فهل علينا هنا قضاء هذا اليوم أم ماذا؟

مع العلم أن جميع إخوتي وأمي وزوجة أخي قد سمعوا الأذان الوهمي، وقد أكلت أنا وثلاثة من إخوتي فقط.

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان وقت المغرب قد دخل بالفعل، وإنما تأخرالأذان شيئًا ما فلا حرج عليكم في الفطر، ولا يلزمكم قضاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»؛ متفق عليه.

وأما إذا كان المؤذن يؤذن مع أول الوقت؛ فيجب على من أفطر قبل الوقت ولو بزمن يسير القضاء في قول الجمهور - الذين ذهبوا إلى وجوب القضاء على من أفطر لغلبة ظنه أن الشمس قد غربت ثم بان أنها لم تغرب، ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية عدم لزوم القضاء في هذه الحال وهو قول طائفة من السلف، وأطال ابن القيم في تقريره والانتصار له في "تهذيب السنن" بما تحسن مراجعته.

وعن عمرـ رضي الله عنه ـ روايتان: إحداهما: بلزوم القضاء، والأخرى: بعدم لزومه، والقول بعدم لزوم القضاء - وإن كان وجيهًا - إلا أننا نقول كما روي عن عمرـ رضي الله عنه ـ في الرواية التي أمر فيها بالقضاء. الأمر يسير.

ومن ثم فالذي ننصح به من أكل ثم بان له أن الشمس لم تغرب أن يقضي ذلك اليوم خروجًا من الخلاف، ومتابعة للجمهور واحتياطًا للدين.

والله أعلم.