السفر على متن طائرة تقدم الخمر
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات - فتاوى وأحكام -
هل يجوز السفر على متن طائرة تقدم الخمور؟ مع العلم أن ذلك للحاجة؛ لأن هذا النوع من الخطوط رخيص جدًّا،،
وجزاكم الله خيرًا.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا يجوز السفر على الطائرات التي تقدم الخمور، بل الواجب على المسلم أن يقاطع كل موضع يقدم في الخمر؛ كما قال - تعالى -: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140]، وَلِما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: « »؛ رواه الترمذي، وقال:"حديث حسن".
ولأن المسلم مطالب بإزالة المنكر، فإن لم يستطعْ،فالواجب عليه الابتعادُ عن موطن المنكر.
قال القرطبي في "تفسيره":
"فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي، إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم يجتنبْهم فقد رضي فعلَهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله - عزوجل -: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}.
فكل من جلس في مجلس معصية، ولم ينكر عليهم، يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم، فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية.
وقد رُوِيَ عن عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه - أنه أخذ قومًا يشربون الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين: إنه صائم، فحمل عليه الأدب، وقرأ هذه الآية: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}؛ أي:أن الرضا بالمعصية معصية، ولهذا؛ يؤاخذ الفاعل والراضي - بعقوبة المعاصي - حتى يهلِكوا بأجمعهم.
وعليه؛ فالواجبُ عليك أن تختار لنفسك وسيلة سَفَرٍ لا تقدم الخمور، وإن كانت أغلى ثمنًا، ولتحْتَسب الفارق عند الله - تعالى - ،،
والله أعلم.