الاحتلام بين النوم واليقظة
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الطهارة - النهي عن البدع والمنكرات - فتاوى وأحكام -
ما حكم الاحتلام مع كوني لست مستغرقًا تمامًا في النوم، بحيث يتهيأ لي منظر الجماع، ويحدث إنزال بدون أي لمس للعضو، وأنا متزوج، وهذا يحدث لي – أحيانًا - وكان قبل الزواج يحدث كثيرًا، وقل كثيرًا بعد الزواج.
نرجوا الإفادة،،
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن كان ما يحدث لك يأتيك - وأنت بين النوم واليقظة - من غير تعمد منك، ولا إرادة، ولا تَمْلِكُ قطعها، فلا حرج عليك - إن شاء الله - وهذا حكمه حكم الاحتلام.
أما إن كنت تشعر بنفسك في هذا الوقت، وكانت تلك الأفكار ترد على خاطرك، وتسترسل في التفكر بها حتى تنزل، فلا يجوز لك الاسترسالُ فيها، وتمتيعُ خاطرك بها.
وقد ورد في "فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (22 / 106):
"إذا عَرَضَت للإنسان خطرة، ففكر في الجماع - عفوًا - فلا حرج عليه - إن شاء الله تعالى - لما في "الصحيح" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « »، وفي رواية: « ».
لكن على من فَكَّرَ فَأَنَزَلَ من تلذذه بالفكرة أن يغتسل؛ لأن حكم الجنابة قد تعلق به - والحالةُ هذه - أما إذا كان يَعْمِدُ إلى هذا التفكير، ويستجلبه بين الحين والآخر، فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المُرُوءة، وعلى المسلم أن يكف عنه، ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته، بما ينفعه في دينه ودنياه، على أنَّ تَعَمُّدَ الإثارة بغير الطريق المشروع، مُضِرٌّ بالصحة في البدن والعقل، ويُخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه.
ويزداد الأمر قبحًا في حق من عَمَدَ إلى هذا الأمر، وقد أغناه الله بزوجة، ومتى ما أنس الزوج بهذا الخلق المشين، وجعله مسرحًا لفكره، فإن استقامة الحال والسكن والرحمة التي جعلها الله - تعالى - بين الزوجين في خطر". اهـ.