هدية النجاح
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه المعاملات - مساوئ الأخلاق - فتاوى وأحكام -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أبلغ من العمر 21، وأنا في الصف الأخير من الدراسة الجامعية، دخلت الامتحانات منذ حوالي 5 أشهر، ونجحت في كل المواد عدا مادتين، فاضطررت إلى دخولهما في الدور الثاني، وكانت النتيجة أنني نجحت في مادة، والمادة الأخرى لم أنجح فيها؛ لذا فسوف أعيد السنة الدارسية مرةً أخرى.
المشكلة تتمثل في قولي لأهلي: إني نجحت وقد تخرجت، وهم لن يعرفوا شيئًا عن تلك المادة حتى العام القادم - بإذن الله - وعند قولي لهم: إني نجحت، جاءت لي الأموال من الأقارب للتهاني بالنجاح.
فهل يجوز لي صرف هذا المال الذي أتى لي من كذبة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فيحرم الكذب - مطلقًا - ولا يجوز لأحدٍ الوقوع فيه، إن كان فيه نجاة مؤقتة، فالصدق أنجى؛ ففي "الصحيحين" وغيرهما، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « ».
وأما ما أخذته من أقاربك لظنهم نجاحك، فالذي يظهر أنه يحل لك؛ لأن الغالب على المهدي في تلك الحال أنه ينتظر لها مقابلًا، ولذلك؛ عليك أن ترد تلك الأموال لهم في صورة هدايا، في مناسبات مشابهة.
وأما إن كانوا لا ينتظرون ثوابًا على هديتهم إلا من الله - سبحانه وتعالى - فلا يجب عليك ردها على المهدي، وإن رددت شيئًا، فهو أفضل؛ فإنه يستحب لمن أُهدِيَ له شيءٌ أن يرد مثله، أو أفضل منه،،
والله أعلم.