التعامل مع البنوك الربوية ولو مع نية التخلص من الفائدة
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه المعاملات - فتاوى وأحكام -
السلام عليكم ورحمة الله،،،
أنا فتاة مغربية ملتزمة، أبلغ من العمر 43 سنة، غير متزوجة، مجبرة على العمل لأعول نفسي، و أسرتي، بمساعدة إخوتي، أبي متوفَّى، أعمل - كسكرتيرة - بمبلغ محترم في مشروع إيطالي – مغربي، مدته ثلاث سنوات، وبعدها يجب علي البحث عن عمل آخر- بمشيئة الله - لكني فكرت أنه من الأفضل أن أحاول توفير مبلغ يمكنني من إنشاء مشروع خاص، يغنيني عن البحث عن العمل، خاصة أنه مع تقدم السن، ستقل حظوظي في إيجاد هذا العمل.
لكن مشكلتي: أني لا أستطيع توفير أي مبلغ، فقد سبق لي أن عملت - منذ أربع سنوات - بالجزء الأول للمشروع، فلم أوفر سوى القليل جدًّا، لا يمكنني فعل أي شيء به؛ لهذا أقترح علي بعض الأشخاص أن أوفر هذا المبلغ بمساعدة البنك؛ حيث أملك حسابًا جاريًا، بحيث إن البنك سيقوم باقتطاع مبلغ نتفق عليه مسبقًا - لمدة معينة - إذ لا يمكنني أن آخد منه شيئًا إلا بعد انتهاء المدة، حينها سيتوفر لدي - إن شاء الله - مبلغ لا بأس به، يمكنني أن أبدأ به مشروعي.
لكن المشكلة: أنه ستكون فوائد مع هذا المبلغ، وأنا لا أعتزم أبدًا أخذ هذه الفائدة، بل أفكر أن أعطيها لدار أيتام، أو أي أحد يحتاجه، وأعلم أنها ليست صدقة، بل لأتخلص منها فقط، فهل يجوز لي هذا؟
لا يعني هذا أني أشك في رزق ربي لي، فرغم كبر سني لا زلت أطمع أن يرزقني ربي زوجًا يسترني، ويعولني، أو عملًا مثل عملي الحالي - متى شاء - لكني آخذ بالأسباب فقط.
أجيبوني، جزاكم الله خيرًا،،
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا يجوز التعامل مع البنوك الربوية، لا بالأخذ منها، ولا بالإيداع فيها، ولا غير ذلك من التعاملات التي تعينهم على الربا، بوجه من الوجوه، وكل ذلك داخل في التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، إلا في حال الاضطرار، وعدم توفر بنك إسلامي، والذي يظهر أن ما ذكرته السائلة الكريمة لا يعد من الضرورات التي تبيح التعامل مع البنك غير الإسلامي، ولتبحثي عن وسيلة أخرى مباحة للادخار،،
والله أعلم.