صالون للسيدات
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه المعاملات - النهي عن البدع والمنكرات - أحكام النساء - فتاوى وأحكام -
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين - محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: فنحن - أنا وصديقي - في مرحلة الدراسة النهائية لإنشاء مشروع صغير، فقد كنا نبحث عن مشروع لا يحتاج إلى رأس مال كبير، خصوصًا أننا لا نملك مبلغًا كبيرًا - والحمد لله على كل حال - كنا نبحث عن مشروع لا يدخلنا في مشاكل الوقت - انتهاء صلاحية المواد - كإنشاء مطعم، أو إلى معدات كثيرة، وغالية بنفس الوقت، فاهتدينا إلى مشروع صالون للسيدات، ففرحت كثيرًا بالفكرة، وتناقشت أنا وزوجتي عن تفاصيل المشروع، وقبل أن أنتهي أخبرتني أن المشروع حرام؛ لوجود قسم لإزالة شعر الحاجبين - نتف الحواجب - وهذا حرام.
لديَّ سؤالان أرجو الإجابة:
1- هل بهذا يكون المشروع حرامًا؟ علمًا أن هذا القسم من أهم أقسام صالون السيدات.
إن كان حرامًا، هل بإمكاني إنشاء هذا المشروع، والتنازل عن أي مدخول من هذا القسم لشريكي؟ أي أني لا أستفيد منه شيئًا.
أفيدوني أفادكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقد أحسَنَتْ زوجتُك على قيامها بواجب النصيحة لك، وعلى حرصها على أكل الحلال الطيب، فجزاها الله خير الجزاء.
أما حكم فتح صالون تجميل للسيدات: فلا حرج فيه إن انضبط بالضوابط الشرعية الآتية:
1- أن يكون العاملون من النساء.
2- عدم تجميل السافرات؛ أي: أن يقتصر العمل فيه على تجميل من تتجمل لزوجها فقط، ولا تبرز زينتها للأجانب.
3- أن يخلو تمامًا من الأعمال المحرمة، كنمص الحواجب، والوشم، ووصل الشعر، وكشف العورات، ككشف العورة لإزالة شعر الجسم وصنفرته، وغير ذلك مما يستدعي كشف العورة، فهذا لا يجوز.
فإن علمت من نفسك ومن شريكك عدم التهاون في تلك الضوابط، أو في بعضها، فلا حرج في إنشائه، أَمَّا إن اختل ضابط منها، فلا يجوز إنشاؤه بحال.
أما قولك: إن كان حرامًا، هل بإمكاني إنشاء هذا المشروع والتنازل عن أي مدخول من هذا القسم لشريكي، فنقول: إن ذلك - أيضًا - لا يجوز؛ لأنك شَرِيكٌ متضامنٌ، يلزمك ما يجري في شركتكما من خير أو شر، ولما في ذلك من التعاون على معصية الله، وقد قال - جل وعلا -: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]،،
والله أعلم.