النوم بعد صلاة العصر

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

من برنامج فتاوى نور على الدرب، الحلقة الرابعة والسبعون 23/3/1433هـ

  • التصنيفات: الحديث وعلومه - شرح الأحاديث وبيان فقهها -
السؤال:

ما حكم النوم بعد صلاة العصر؟ وما صحة حديث: "احبسوا أولادكم ساعة الغروب"؟

الإجابة:

النوم بعد صلاة العصر صرح جمع من أهل العلم بكراهته، ويروون فيه حديثًا هو في الحقيقة لا يثبت: «من نام بعد العصر فاخْتُلِسَ عَقْلُه فلا يلومن إلا نفسه» [مسند أبي يعلى: 4918]، وهذا ليس بحديث، وعلى هذا فلا شيء في النوم بعد العصر.

إلَّا أن النوم في القيلولة وهي ما قبل صلاة الظهر أو بعدها لا شك أنه وقت الراحة، وهو المعروف عند العرب وعند المسلمين، لكن يبقى أنه إذا احتاج إلى النوم كما في وقتنا هذا حيث يستمر العمل الوظيفي إلى قرب العصر فلا يتمكن من النوم قبل العصر، فإذا نام بعد العصر لا شيء فيه؛ ليستعين بهذه النومة وبهذه الراحة على ما يستقبل من أعمال في أول الليل، وبعض شيوخنا ينامون بعد العصر، وعلى هذا فلا شيء فيه.

أما الحديث الذي ذكر: "احبسوا أولادكم ساعة الغروب" فهو لم يرد بهذا اللفظ،  لكن في (الصحيحين) من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان جنح الليل، أو أمسيتم، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهبت ساعة من الليل فخلوهم» [البخاري: 3304] أو «فحلوهم» [البخاري: 5623]، يعني اتركوهم في لعبهم ولهوهم.

وهذه تكون مع غروب الشمس إلى مضي ساعة، يعني وقت المغرب يُكفّون فيه عن اللعب.