هل يجوز أخذ راتب على الدعوة؟

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -
السؤال:

أحيانا يصحب العمل الدعوى شيء من حظ الدنيا كراتب، أو مكافأة، أو انتداب ونحو ذلك فهل يقلل ذلك من إخلاص صاحبه لدخول المطمع الدنيوي في ذلك؟

 

الإجابة:

الدعوة إلى الله تعالى عمل صالح يثيب الله عليه من قام به محتسبا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:  «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» ولا ينقص من أجره إذا كان موظفا في سبيل الدعوة وتقاضى مرتبا شهريا ونحوه، وذلك أنه يجعل هذا المرتب مساعدا له على القيام بهذه الوظيفة الشريفة التي هي وظيفة أنبياء الله ورسله فإنه متى عين رسميا كان في ذلك فوائد كثيرة لإنجاح هذا العمل: فمنها تفرغه لمزاوله الدعوة بحيث يشغل بالدعوة وقته ليلا ونهارا حيث أمن له بذلك الراتب ما يقوم بحاجته وكفايته حيث إن غيره ينشغل بطلب المعاش والسعي في تحصيل المال الذي يقوت به نفسه ومن تحت يده، فهو يجعل هذه الوظيفة وسيلة إلى تفرغه للقيام بالدعوة التي عين لها، ومنها أنه متي عين في هذه الوظيفة أصبح رسميا معترفا به فى هذه الوظيفة فيكون ذلك أدعى إلى قبول ما يدعو إليه واعتراف الجمهور بأهليته، وصحة ما جاء به.

وهكذا ينوى بما يصرف له التقوي على العلم والتزود من المعلومات التي يحتاج إليها في مزاولة الدعوة وعليه مع ذلك إخلاص العمل لله كما أمر الله بذلك في قوله:   {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} فينوي بهذه الوظيفة أداء هذا الواجب الذي هو فرض كفاية على الأمة كما قال تعالى:  {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} وينوي أيضا نفع الأمة ببيان ما يجب عليهم من فعل الخيرات وترك المحرمات ويرغب إلى الله في أن يثيبه على هذا العمل الذي كلف الله به رسله وأتباعهم ولا يكون قصده الأساسي هو تحصيل المال والعرض الدنيوي سواء مرتبا، أو غيره ولا يتقدم بطلب انتدابه لقصد زيادة فيما يصرف له بل يكون قصده البيان وتبليغ الدين إلى من يحتاجه من المؤمنين ومن سائر الأمة في قاصي البلاد ودانيها. والله أعلم.