معنى الولاء والبراء وإلى أين يتوجهان

عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

سؤال قيم في معنى الولاء والبراء وماذا ينجم عنهما

  • التصنيفات: الولاء والبراء - فتاوى وأحكام -
السؤال:

ما معنى الولاء والبراء وإلى أين يتوجهان ؟

الإجابة:

الوَلَاء والبَرَاء هو ثَمَرَة، وغَرْسُهُ مِن جهة الأصل هو: الحب والبُغْض.

لهذا نقول:

لا يمكن للإنسان أنْ يُوالِيَ أحدًا إلا وقد أحبه مُوالاةً تامَّة.

ولا يمكن للإنسان أنْ يُعادِيَ أحدًا، ويتبرَّأ منه إلا وقد أبْغَضَه.

 

لهذا نقول: إنَّ الحب والبُغْض هما نَوَاة الوَلاء والبَرَاء.

أنَّ الإنسان يُحب أحدًا فيقوم بمُوالاته، ويُبْغِض أحدًا فيقوم بمُعاداتِهِ.

وهما في القلب، عملها في القلب، ولكن يُثْمِرُ شيئًا مِن عَمَلِ الجَوارِح.

ثَمَّةَ أشياء مِن التَّصَنُّع رُبَّما يفعلُها الإنسان: يُبْغِضُ أحدًا ويقوم بمُوالاتِهِ. هو لا يُواليه، يوالي شيئًا كان بين يديه، إما مِن مال أو قُدْرَة. إذن هو لا يَتوجَّه إلى ذاته.

أَتَم ما يتعلق بالوَلاء والبَرَاء ما يَتَوَجَّه إلى الذَّات.

الذَّات في ذاتِها هذا هو الوَلاء الحقيقي.

ما يتعلق بالوَلاء لشيءٍ طَرَأَ على الإنسان مما اكتسبه أو لا اختيار للإنسان فيه، نقول: هذا مِن الأمور التي تكون طارِئَة، تَطْرَأْ على الإنسان ثم تزول عنه.

 

ما يتعلق بالوَلاء: هو مُوَلاة والقُرْب مِن أهل الإيمان، وقد جَعَلها الله -عز وجل- لأهل الإيمان.

 

وأما بالنسبة للبَرَاء: جعلها الله -عز وجل- لأهل الكفر في ذلك، وهي على مَرَاتِب، والكفار في ذلك على مَرَاتِب:

منهم ما يتعلق بالكفار المُحارِبين، ومنهم ما يتعلق أيضًا بالكفار غير المُحارِبين، فثَمَّةَ مَرَاتِب.

 

كذلك أيضًا أهل الإيمان لهم مَرَاتِب في مسألة الوَلاء:

منهم مَن هو المؤمن الكامل الإيمان، الذي ليس بأهل كبائر، وليس أيضًا ممن يُصِرُّ على صغيرة.

ومِن المؤمنين أيضًا مَن يَنْقُص وَلاؤه في ذلك، وهو ما يتعلق بالمؤمنين الذين يقعون في شيءٍ مِن المُخالَفات الشَّرعية.

 

إذن فالوَلاء والبَرَاء يَتَجَزَّآن في ذلك، وهو على مَرَاتِب.

ضبطها الإنسان حتى يدخل فيها الأَهْواء، أم ضبطها الله -سبحانه وتعالى-؟.

ضبطها الله -جل وعلا- في كتابِهِ العظيم.