الاستمناء أثناء الصيام
خالد عبد المنعم الرفاعي
أنا مسافر وبعيد عن زوجتي وكنت أتحدث معها عبر الهاتف، وبدأت شهوتي تزيد وكنت ماسك قضيبي حتى فقدت السيطرة على نفسي وخرج مني المني، هل يفسد الصيام؟
- التصنيفات: فقه الصيام -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا مسافر وبعيد عن زوجتي وكنت أتحدث معها عبر الهاتف، وبدأت شهوتي تزيد وكنت ماسك قضيبي حتى فقدت السيطرة على نفسي وخرج مني المني، هل يفسد الصيام؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فخروجُ المنيِّ من الصَّائم سواء كان بالقُبلة، أو المباشرة، أو الحديث مع الزوجة، أو غير ذلك - مُفسدٌ للصَّوم، وموجبٌ للقضاء، ولا كفَّارة فيه؛ لأنَّ الكفَّارة إنَّما تَجب بالجِماع فقط، هذا ما ذهب إليه الجُمهور، وذهبَ المالكيَّة إلى وجوب القضاء والكفَّارة، والرَّاجح ما ذهب إليه الجمهور.
واستدل الجمهور بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في "الصحيحَيْنِ" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال الله تعالى: إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
وخروج المني من جملة الشهوة؛ لأن اسم (شَهْوَة) يطلق عليه كما في قولُ الرَّسول - صلّى الله عليه وسلّم -: «وفي بُضْعِ أحدِكُم صَدَقَةٌ» ثم قال: «كذلك إذا وضعها في الحلال؛ كان لهُ أجْرٌ»؛ والذي يُوضَعُ هو المنيُّ.
قال ابنُ قدامة في "المغني" : "وَلَوِ اسْتَمْنَى بِيَدِهِ فَقَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا، وَلا يَفْسُدُ صَوْمُهُ بِهِ إلا أَنْ يُنْزِلَ، فَإِنْ أَنْزَلَ فَسَدَ صَوْمُهُ".
وقال الإمام النووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (2/ 361):
"المني إذا خرج بالاستمناء، أفطر، وإن خرج بمجرد فكر ونظر بشهوة لم يفطر، وإن خرج بمباشرة فيما دون الفرج، أو لمس أو قبلة أفطر. هذا هو المذهب، وبه قال الجمهور"
وعليه فالواجب على الأخ السائل التَّوبَةُ الصَّادِقَةُ، فالذَّنبُ في نهار رمضان أكبرُ إثمًا، فيُحتاج إلى توبةٍ نصوحٍ، وعملٍ صالحٍ، وإكثارٍ من القُرُبَاتِ والطاعات، وحظرٍ للنَّفس عن الشَّهوات المحرَّمة والمثيرات، وقضاء يوم،،
والله أعلم.