كيف أوفق بين بر أمى و زوجتى؟

خالد عبد المنعم الرفاعي

فى شهر رمضان أمى تريد أن أتناول الافطار معها وانا لا اريد ان اتركها بمفردها و زوجتى تريد أن تستقل و تتناول الافطار فى شقتها وانا لا اريد ان اتركها بمفردها فماذا أنا بفاعل مع العلم أن العلاقة بينهما بها بعض التوترات البسيطة و خلافات التفكير ؟

  • التصنيفات: الأدب مع الوالدين - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى شهر رمضان أمى تريد أن أتناول الافطار معها وانا لا اريد ان اتركها بمفردها و زوجتى تريد أن تستقل و تتناول الافطار فى شقتها وانا لا اريد ان اتركها بمفردها فماذا أنا بفاعل مع العلم أن العلاقة بينهما بها بعض التوترات البسيطة و خلافات التفكير ؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:

فإن الشارع الحكيم قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا يظلم الزوج أمه من أجل زوجته، ولا العكس، وإنما يسدد ويقارب، ويرأب الصدعَ قدرَ الاستطاعة، فالله - عز وجل – أمر الأزواج بمعاشرة زوجاتهم بالمعروف؛ قال تعالى: {عَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية،من الصحبة الجميلة، وكف الأذى ويدخل في هذا ما تعارف الناس عليه في اجتماع الأسرة على إفطار رمضان، ولكن لا يعني هذا ترك الوالدة والسَّعي في برِّها ورضاها، وإدْخال السُّرور عليْها، وإيثارها على من سواها من الأولاد، والزوجة، وغيرهم؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، من أحقُّ الناس بحسن صَحَابتي؟ قال: «أمُّك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمُّك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أمُّك»، قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك».

فبر الأم وخدمتهما، وإيثارهما من أوثق أبواب الجنة.

فاتفق مع أمك وزوجتك على الإفطار بعض الأيام سويًا؛ من أجل برّ والدتك، وخصص بعض الأيام للإفطار مع زوجتك وأولادك؛ حتى تشعر زوجتك وأبناؤك بالخصوصية، كبقية الزوجات، وهذا هو العرف الصحيح في مثل هذه الأمور، إلا أن تتنازل الزوجة عن حقها.

أمر أخير يعين على تنفيذ هذه الوصية، وهو أن تتيقن الزوجة من عدم تفريط زوجها قيد أنملة في حق أمه، وكذلك أن تشعر الأم بحرص ابنها على زوجته، وأنها أحق الناس بالبشر وحسن الخلق والإحسان، وجلب النفع ودفع الضر، كما قال الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»؛ رواه أحمد وأصحاب السنن عن عائشة، وفي رواية «وخياركم خياركم لنسائهم».  

هذا؛ والله أعلم.