هل يجوز العمل في وظيفة بها بعض المنكرات؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
اقيم فى المانيا واعمل بالبريد واحيانا اقوم بتوزيع مجلات اعلانيه قد تحتوى على ما هو محرم كاعلانات عن الخمر وقد اكتشفت هذا الامر اليوم فهل حرام ان استمر فى هذا العمل؟
- التصنيفات: فقه المعاملات -
اقيم فى المانيا واعمل بالبريد واحيانا اقوم بتوزيع مجلات اعلانيه قد تحتوى على ما هو محرم كاعلانات عن الخمر وقد اكتشفت هذا الامر اليوم فهل حرام ان استمر فى هذا العمل ؟ و اذا كنت قد اكتسبت بالفعل منه فى شهر سابق دون علمى عن محتوى هذه الاعلانات فماذا افعل بالمال الذى اكتسبته علما بانى احتاج لهذا المال ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فلا يخفى على المتابع للشأن العام، والعالم بأحوال الناس، لا يكاد يوجد في بلد إسلامي أو غير إسلامي عمل مباح من جميع الوجوه، فبقي نظر العالم متعلق بالغالب على طابع الوظيفة، فإن كان الغالب عليه الحلال، فهي مباحة، وإن كانت لا تخلو غالبًا من بعض المنكرات.
ولو طبقنا تلك القاعدة على موضوع السؤال، وهو العمل بالبريد، فالغالب عليه أنه مباح، وقيام ساعي البريد بتوزيع مجلات تشتمل على صور متبرَّجات، أو أخبار الفنانين، أو إعلانات للخمر- الظاهر جواز العمل، لغلبة النافع على الضار، والحكم للأكثر، ولما قررناه أن عامة الوظائف لا تخلو من بعض المنكرات، فهذه مسألة عمت بها البلوى، ولو قلنا بالمنع في هذه الحال، للحق المسلم ضرر غير محتمل.
أما الحال التي يغلب فيها الحرام على الحلال، فلا يجوز العمل؛ مثل توزيع منشورات ومجلات تنشر الرذائل، وكالمتاجرة بإثارة الغرائز وبث الفكر الفاسد،
فلا شك أن المفسدة هنا أعظم من المصلحة، وإقرار المنكرات والسكوت عليها، والعمل حينئذ وسيلة إلى الفساد والشر، والوسيلة لها حكم الغاية، والعامل فيها مساعد ومتعاون في ذلك مع أهلها، وفي هذا إثم عظيم، وجرم كبير، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
إذا تقرر هذا؛ فلا بأس بالعمل في البريد في تلك البلاد، والمال الذي يتحصل من العمل حلال،، والله أعلم.