ما حكم من يقرأ القرآن وهو مستلق على ظهره؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
صديقي مريض ويقرأ القرأن من المصحف وهو مستلقي هل في ذلك وزر؟
- التصنيفات: موضوعات متنوعة -
صديقي مريض ويقرأ القرأن من المصحف وهو مستلقي هل في ذلك وزر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلىآله وصحبه، أما بعـد:
فإن المؤمن يذكر الله على جميع أحيانه، قائمًا وقاعدًا وعلى جنب، وقد خص الله أهل العقول بذلك؛ فقال سبحانه في كتابه الكريم: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191].
وصحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يضع رأسه في حجر أم المؤمنين عائشة، والحجر، وهو ما دون الإبط إلى الكشح، وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الأقصر من أضلاع الجنب، فيقرأ متكئاً ومضجعاً؛ كما في الصحيحين عن عائشة قالت: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن».
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وفي الحديث دلالة على جواز قراءة القرآن متكئاً، ومضطجعاً، وعلى جنبه، ويدخل ذَلِكَ في قول الله - عز وجل -: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران : 191].
أيضًا: فإنه تجوز الصلاة للمريض وهو نائم على فراشه، إذا لم يستطع القيام ولا الجلوس، وهو بلا شك يقرأ في تلك الحال، فجواز قراءة القرآن للمريض وهو مستلقٍ أولى وأحرى.
وكذلك أستحب لكل من أراد النوم قراءة الأذكار المعروفة، وتشتمل هذه الأذكار على قراءة آية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وقراءة سورة تبارك، وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، وكل هذا وهو نائم.
إذا تقرر هذا، فيجوز قراءة القرآن لمن هو مستلقٍ على ظهره عمومًا، وللمريض من باب أولى،، والله أعلم