إقامة حِلق الذكر في البيوت

عبد الكريم بن عبد الله الخضير

نرجو منكم نصح إخواننا المستمعين بإقامة حلق الذكر في بيوتهم مهما كانت قليلة، وإن لم تتجاوز العشر دقائق؛ لما في ذلك من إدخال الملائكة البيوت وهي بذلك تخرج الشياطين، فبيوت المؤمنين مليئة بالشياطين؛ لقلة ذكر الله، والمقصود قراءة بعضًا من الآيات من القرآن والأحاديث.

  • التصنيفات: الذكر والدعاء - تربية الأبناء في الإسلام - الحث على الطاعات -
السؤال:

نرجو منكم نصح إخواننا المستمعين بإقامة حلق الذكر في بيوتهم مهما كانت قليلة، وإن لم تتجاوز العشر دقائق؛ لما في ذلك من إدخال الملائكة البيوت وهي بذلك تخرج الشياطين، فبيوت المؤمنين مليئة بالشياطين؛ لقلة ذكر الله، والمقصود قراءة بعضًا من الآيات من القرآن والأحاديث.

الإجابة:

في قول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦]، جاء في التفسير الأثري عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- أنه قال: قوا أنفسكم بالعلم، فبالعلم يقي الإنسان نفسه من نار جهنم التي وقودها الناس والحجارة، وكذلك يقي أهله منها فإذا تعلّم وسعى في تعليم أهله العلم النافع كان ذلك سببًا في وقايتهم من عذاب الله من النار التي وقودها الناس والحجارة، ولا شك أن هذا سبب من أسباب صلاحهم بحيث تُرجى إجابة دعواتهم، كما في الحديث الصحيح «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث» ومنها: «ولد صالح يدعو له» [الترمذي: 1376]، فإذا تسبب في تعليمه العلم النافع، وقل مثل هذا في الزوجة والأولاد عمومًا من بنين وبنات، فإن هذا يكون سببًا في صلاحهم وإجابة دعوتهم، وفي قوله -جل وعلا-: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: ٢٤].

الدعوة هذه بالرحمة سببها وعلتها التربية في الصغر والتنشئة على الصلاح، ومفهوم ذلك أن الذي لا يربيهم على الصلاح فإن مثل هذا الدعاء لهم قد تتخلف إجابته؛ لتخلف علته، والتربية والتنشئة على الصلاح وما ذكر في السؤال من إقامة حلقة ذكر في البيوت ولو كانت قصيرة لا شك أنها تنفع وتذكر بالله وتعين على استجلاب الخير ودفع الشرور، والذكر لا شك أنه مجلبة لطمأنينة القلب {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨]، وإذا كان ذلك في قراءة آيات من كتاب الله وأحاديث من سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- وشيء من أقوال أهل العلم في توضيح ذلك وما يعين على فهمه لا شك أن هذه الأمور تعين على أن يتعبد الإنسان وأن يعبد الله على بصيرة وينشِّئ ذريته على الخير والصلاح، ولا شك أن البيوت التي تُحرم من ذكر الله بدلاً من أن تدخلها الملائكة فإن البديل الشياطين لاسيما إذا وجد ما يعين على ذلك من قول الزور والأغاني والصور، فالملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة [البخاري: 3322].

ومع الأسف أن الكلاب وجدت في البيوت حتى في بيوت المسلمين فهذه لا تدخلها الملائكة، مفهوم ذلك أنها تدخلها الشياطين، وكذلك الصور، وكذلك الأغاني والمعازف، كل هذه مما يمنع من دخول الملائكة -والله المستعان-، والإنسان يحرص أن يكون بيته مأوىً للأخيار من بني آدم وغيرهم بخلاف من بيته مأوى للأشرار، وأن يحرص ألا يأكل طعامه إلا تقي يستعين به على طاعة الله، فإذا وجدت مثل هذه الحِلق وإن كانت قصيرة فلا شك أنها -مثلما ذكرنا- خير ومما يعين على التنشئة الصالحة ويعين أو يساعد على الوقاية من عذاب الله -جل وعلا - كما جاء في آية التحريم، والله أعلم.