الزواج من فتاة احبها
خالد عبد المنعم الرفاعي
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا شك أن مشاعرك تجاه تلك الفتاة هو مَيْلٌ طبيعِيٌّ تجاه الجنس الآخر، والسبب فيه هو رؤيتك للفتاة واختلاطك بها في مرحله خطرة، وهي فترة المراهقة بمراحلها المختلفة، فمن خصائصها قوة المشاعر والأحاسيس، والتي ما تلبَثُ أن تزول كلما تقدمت في السن، فتزداد تعقلاً واتزانًا، والنظرُ في الأمورِ وعواقبها.
وما تسميه أنت حبًا لم يسلم منه شابٌّ ولا فتاةٌ في المجتمعات المختلطة غير المنضبطة بمنهج، وما هو إلا مُجَرَّدُ ميلٍ وتنفيسٍ لمشاعرَ وتعلُّقٍ، وليس أكثر ولذلك كل فتاة أو شاب يجد فرصة سانحة للزواج يترك الحب الأول ويغتنم نلك الفرصة!
فالحُبُّ الحقيقيُّ إنما يبدأُ بعد الزواج، المبنيُّ على العِشْرَةِ والتجرِبَةِ، وخِبرَاتِ السنين.
إذا عرفت فانسَيْ أَمْرَ تلك الفتاة، فالعاقل لا يَتَمَسَّك بِسَرَابٍ، فحتى إن كنت مُعجَبًا بِها فلا يعنى هذا أنها تصلح زوج! فأنت ما زلت طالبًا وأمامك طريق طويل حتى تستطيع الزواج.
ولتحذر من الحديث مع الفتاة حفاظًا على دينك ودينها، وصوناً لقلبيكما؛ فإن الله - تعالى - قد فطر الإنسان وخلقه من ذكر وأنثى، وركَّز في كلٍّ منهما غريزة الميل إلى الجنس الآخر، قال – تعالى -: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الأعراف: 189].
وتذكر دائما وصية النبي بالبعد عن مواضع الفتن وأشدها النساء؛ ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ستكون فتنٌ؛ القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه؛ فمن وجد ملجأً أو معاذاً فليَعُذْ به)،
وفيهما: عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء)).
وروى مسلمٌ، عن أبى سعيد الخُدْري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء).
هذا؛ والله أعلم.