وساوس الشيطان
خالد عبد المنعم الرفاعي
في يوم رمضان الماضي كنت راجعة من المدرسة و عطشانة كثيرا كاد حلقي ان يجف و غسلت فمي بالماء لكن لم ابلعه وثم مرة اخري غسلت فمي بالماء وبدأ الشيطان يوسوس لي كي ابلعه لكن حسب ما اتذكر لم ابلعه فقد لعنت الشيطان ثم بزقته .. لكن الان بدا الشيطان يوسوس لي ..
- التصنيفات: موضوعات متنوعة -
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
اريد ان اسال عن شئ من فضلكم انا فتاة ابلغ من عمري 15 سنة اصلي و اصوم و اقرا القران و التزم بواجباتي تجاه ربي لكن في يوم رمضان الماضي كنت راجعة من المدرسة و عطشانة كثيرا كاد حلقي ان يجف و غسلت فمي بالماء لكن لم ابلعه وثم مرة اخري غسلت فمي بالماء وبدأ الشيطان يوسوس لي كي ابلعه لكن حسب ما اتذكر لم ابلعه فقد لعنت الشيطان ثم بزقته
لكن الان بدا الشيطان يوسوس لي ما ان كنت قد بلعته مع العلم اني دائما ياتيني وسواس في اي موضوع فانا لا املك ثقة في نفسي ارجوكم اريحوا قلبي و قولولي ما حكم ما فعلت مع اني مخنوقة كثيرا مما فعلت
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ
فهنيئًا لك أيتها الابنة الكريمة تمسكك بالشرع الحنيف والدين القيم، أسأل أن يثبتنا وأياك على الحق، آمين.
أما حكم الصيام المذكور فالذي يظهر أنك لم تستجيبي لوسوسة الشيطان ولم تشربي الماء، ومن ثمّ فصيامك صحيح ولا قضاء عليك.
أما العلاج العلاج الناجعُ لدفعُ تلك الوساوس، فهو الإعراض عنها جملة وتفصيلاً، وعدم الالتفات إليها؛لأنها من الشيطان وعمله؛ ومن ثم لا يكون دفعُها وإبعادُها لا يتأتى إلا بإهْمالُها، وقطعُ الاسترسال فيها، وعدمُ الالتفات إليها، أو الاستسلام لها - هو ما وصى به النبي - صلى الله عليه وسلم – فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقول: مَنْ خَلَقَ كذا من خلق كذا؟ حتَّى يقول : مَنْ خَلَقَ ربَّك؟ فإذا بلغَه فليَسْتَعِذْ بِالله وليَنْتَهِ».
والمعنى: "إذا عَرَضَ له الوِسواسُ، فيلْجأْ إلى الله - تعالى - في دفعِ شرِّه، وليُعرضْ عن الفكر في ذلك، ولْيَعلمْ أن هذا الخاطر من وسوسةِ الشيطان، وهو إنما يسعى بالفساد، والإغراء؛ فلْيُعرِضْ عن الإصغاء إلى وسوسته، ولْيُبادرْ إلى قطعِها بالاشتغال بغيرها"؛ قالهُ الإمامُ النوويُّ في "شرح صحيح مسلم".
وإذا استسلمَ الشخصُ للوَسَاوِس، فإنها تزداد.
هذا؛ وسألخص لك بعض الوسائل المجربة في دفع الوسائل جملة:
1 - الالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء بصدق وإخلاص؛ كي يذهب عنك هذا المرض.
2 - الإكثار من قراءة القرآن والمحافظة على ذكر الله تعالى في كل حال، لا سيما أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، ودخول المنزل والخروج، ودخول الحمام والخروج منه، والتسمية عند الطعام والحمد بعده، وغير ذلك؛ فقد روى أبو يعلى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الشيطان وضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكَر الله خنس، وإن نسي الْتقَمَ قلبه، فذلك الوسواس الخناس»، وننصحكِ بشراء كتاب "الأذكار"؛ للإمام النووي، ومعاودة القراءة فيه دائمًا.
3 - الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والإعراض عن وسوسته، وقطع الاسترسال مع خطواته الخبيثة في الوسوسة؛ فذاك أعظم علاج، وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي أحدَكُمُ الشيطان، فيقول: مَن خلَقَ كذا وكذا؟ حتى يقول له: مَن خَلَق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليَستعذ بالله وليَنتهِ».
وعن عثمان بن أبي العاص قال: "يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلبسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا أحسستَه فتعوذ بالله منه، واتفل عن يَسارك ثلاثًا»، قال: ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عني"؛ رواه مسلم.
4 - الانشغال بالعلوم النافعة، وحضور مجالس العلم، ومُجالَسة الصالحين، والحذر من مجالسة أصحاب السوء أو الانفراد والانعزال عن الناس.
5 - الإكثار من الطاعات والبُعد عن الذنوب والمعاصي.
والحاصل أن الوساوس لم يتغلب عليها بمثل الإعراض عنها، وقطع الخطرات التي هي مبدأ الخير والشر، ومنها تتولد الإرادات والهمم والعزائم، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب، ومن استهان بالخطرات قادته قهرًا إلى الهلكات،، والله أعلم.