ما صحة حديث: لَا سَيفَ إِلَّا ذوُ الفِقارِ ولَا فَتًى إلَّا عليُّ
خالد عبد المنعم الرفاعي
ما صحة حديث يوم احد ان جبريل عليه السلام نادى في السماء *لاسيف الا ذو الفقار ولافتى الا علي* مع العلم اني بحثت عن صحته لكن فيه اختلاف من حيث الصحيح والموضوع.
- التصنيفات: الحديث وعلومه -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ما صحة حديث يوم احد ان جبريل عليه السلام نادى في السماء *لاسيف الا ذو الفقار ولافتى الا علي* مع العلم اني بحثت عن صحته لكن فيه اختلاف من حيث الصحيح والموضوع . فإذا كان موضوعا فلماذا ذكر حسان بن ثابت في قولة: جبريـل نادى معـلـنـــــاً * *والنقع لـيــس بـمـنجـلي والمسلمون قـد احـدقـوا * *حـول النبيِّ المـرسـل ِ لا سـيـفَ إلا ذو الفـقـار ** ولا فـــتــى إلا عــلي ام هل ان حسان بن ثابت قد كذب وهو شاعر الرسول (صلى اللّه عليه وسلم) ام قد افترى بذلك من جاء بعد حسان. وشكرا لكم
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن حديث (لا فتى إلا علي، لا سيف إلا ذو الفقار) لا أصل له، رواه الحسن بن عرفة في جزئه، وفيه سعد بن طريف وهو متهم بالوضع، فهو من الأحاديث المكذوبة باتفاق أهل العلم بالحديث، كما في "منهاج السنة" (5/ 70) لشيخ الإسلام ابن تيمية، اللآلئ (1/ 333)، "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" (1/ 385)، "الفوائد المجموعة" (371) وغيرها كثير.
قال ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات" (1/ 382):
"هَذَا حَدِيث لَا يَصح، وَالْمُتَّهَم بِهِ عِيسَى بن مهْرَان، قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَّدث بِأَحَادِيث مَوْضُوعَة وَهُوَ محترف فِي الرَّفْض.
وقد روى أبو بكر مردويه من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس... وذكره، قال ابن بجير [حبان]: يحيى بن سلمة ليس ممن يكتب حديثه، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث.
وروى ابن مردويه من حديث عمار ابن أخت سفيان عن طريق الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي قال... وذكره، قال الدارقطني: عمار متروك". اهـ.
وقد برهن شيخ الإسلام في "منهاج السنة" على كذبه بأن ذو الفقار إنما كان لأبي جهل وغنمه المسلمون يوم بدر.
والذي يظهر أن هذا الحديث من وضع الشيعة الروافض.
قال الملا علي القارئ كما في كتاب "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 384-385):
"ومما يدل على بطلانه: أنه لو نودي بهذا من السماء في بدر لسمعه الصحابة الكرام، ونقل عنهم الأئمة الفخام، وهذا شبيه ما ينقل من ضرب النقارة حوالي بدر، وينسبونه إلى الملائكة على وجه الاستمرار من زمنه عليه الصلاة والسلام إلى يومنا هذا، وهو باطل عقلاً ونقلاً، وإن كان ذكره ابن مرزوق وتبعه القسطلاني في مواهبه". اهـ.
أما قول حسان بن ثابت في قصيدته المشهورة، فالجواب عليه كما في "الدر الفريد وبيت القصيد" (11/ 209):
"ومن باب (لَا)، المثَلُ المشَهورُ:
لَا سَيفَ إِلَّا ذوُ الفِقارِ ... ولَا فَتًى إلَّا عليُّ
كَانَ ذُو الفِقَارِ سَيفَ العَاصِ بِن مُنبه بنُ الحجَّاجِ السَّهمِي، فَقَتلهُ عليُّ عليهِ السَّلامُ يَومَ بَدرٍ وجَاءَ بِسِيفهِ إلى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وَسَلَّم فَكَان ذُو الفِقارِ سَيفَ النَّبي صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم، ثُمَّ صَارَ بَعد ذَلِكَ إلى عليٍّ عَليه السَّلامُ فَكَانَ سَيفهُ".
هذا؛ والله أعلم.