حكم من عاهد الله ألآ يفعل معصية
خالد عبد المنعم الرفاعي
أنا طالب جامعي و قبل ظهور نتيجة العام الدراسي كنت قلقًا جدًا منها فأقسمت وقتها ألا أفعل معصية إذا كانت النتيجة مرضية لي و الحمد لله النتيجة كانت مرضية .. المشكلة هي أني لا اتذكر هل تلفظت بالقسم كاملًا أم لا و لا اتذكر صيغة القسم و أنا اشك في إني قد اقسمت ألا أفعل معصية أخرى بالإضافة للأولى و لكني لست متأكدًا .. كل ما اتذكره هو أني نويت القسم في داخلي و ما تلفظت به هو "والله يا رب" و لم أكمل القسم و لقد كررتها عدة مرات و لا اتذكر هل كانت بصوت مسموع أم لا و لكني اتذكر أن نيتي كانت القسم و لكني لست متأكدًا هل اكملته أم لا و كم معصية اقسمت على تركها .. هل هذا يعد قسمًا و الحنث به يوجب الكفارة أم لا ؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن كان الحال كما ذكرت فما فعلته يسمى بنذر اللجاج أو الغضب، وصورته صورة نذر، ومعناه معنى اليمين؛ للحث على فعل شيء، أو المنع منه غير قاصد صاحبه للنذر، ولا للقربة.
قال النووي: "نذر اللِّجاج والغضب: وهو أن يمنع نفسه من فعل، أو يحثها عليه بتعليق التزام قربة بالفعل أو بالترك، ويقال فيه: يمين اللِّجاج والغضب، ويقال له - أيضًا -: يمين الغَلَق، ويقال - أيضًا -: نذر الغَلَق - بفتح الغين المعجمة واللام - فإذا قال: إن كلمت فلانًا، أو إن دخلت الدار، أو إن لم أخرج من البلد، فلله عليَّ صوم شهر، أو حج أو عتق أو صلاة، ونحو ذلك، ثم كلمه، أو دخل، أو لم يخرج، ففيما يلزمه خمسة طرق: جمعها الرافعي قال: أشهرها على ثلاثة أقوال:
(أحدها): يلزمه الوفاء بما التزم.
(والثاني): يلزمه كفارة يمين.
(والثالث): يتخير بينهما.
إلى أن قال: قلت: والأصح: التخيير بين ما التزم، وكفارة اليمين؛ كما رجحه المصنف، وسائر العراقيين". اهـ. من "المجموع".
وقال الإمام ابن قدامة في "المغني" (22 / 393) :
"من نذر طاعة لا يطيقها، أو كان قادرًا عليها، فعجز عنها، فعليه كفارة يمين".
وقال أيضًا: "جملته أن النذر سبعة أقسام؛ أحدها: نذر اللجاج والغضب، وهو الذي يخرجه مخرج اليمين، للحث على فعل شيء أو المنع منه، غير قاصد به للنذر، ولا القربة، فهذا حكمه حكم اليمين".
وعليه؛ فما فعلته حكمه حكم اليمين، فإذا لم توف به، لزمتك كفارة يمين، ولكن الواجب عليك أن تتقي الله تعالى وتوفي بما عاهدت الله عليه من ترك المعصية، فإن ترك معصية متعين في جمع الأحوال، وقد تأكد هذا بالقسم، فإن الذنوب ما تزال بالعبد حتى تلقيه في جهنم،، والله أعلم.