علاقه الام بابنتها
خالد عبد المنعم الرفاعي
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا شك أن عدم حبك لوالدتك وللناس هو نظرات سلبية نحو الحياة، يتعين التغلب عليها بالفكر الإيجابي والنظرات الإيجابي للمستقبل، مثل أن تتجنبي كل الصفات السيئة التي تجعلك أحيانًا لا تحبينهم، ومن ثم تتجنبي مع أبناءك في المستقبل تلك الأخطاء ومع الناس.
ومما لا شك فيه أن كرهك الوالدة هو كره انفعالي بسبب بعض الأخطاء السلوكية، غير أنه تظل عاطفة االبنوة مرتكزة في اللاوعي حتى تنطلق بعد إعادة تحسين النفس، وفتح صفحة جديدة، وعدم اجترار الماضي بآلامه وأحزانه، ورمه دبر الآذان، ووراء الظهور، والتحلَّي بالسلم النفسي، فتعود المحبة شيئًا فشيئًا، بشرط التعامل الدائم بالإحسان مع الوالدة والبعد عن العقوق.
فالشارع الحكيم علمنا ألا نستسلم للنظرات السوداوية الخارجة عن الفطرة، ولا للأخطاء الناشئة عن التربية والمجتمع، وإنما يُقَوِّمُها بالأدوية الشرعية، فمثلاً من كان سريع الغضب، علمه النبي الاستعاذة من الشيطان كما قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: عندما غضب الرجل: (إنى لأعلم كلمةً لو قالها، لذهب عنه الذي يَجِدُ)، وووصف الصوم لقطع الشوة لمن لم يستطعِ الزواج: (عليه بالصوم، فإنه له وِجَاءٌ)، فلم يُهْمِلْ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قوة الشهوة عند الشاب، وإنما تعامل مَعَهَا بتصريف شرعي، ونهاه عن الفواحش.
ومن تلك الأدوية الناجعة: صدق اللجوء والضراعة إلى الله تعالى، والتعوُّذ بالله منَ الشيطان ووساوسه، وتقوية العزيمة، وقطع التفكر في كل ما من شأنه يعكر صفو الود بينك وبين.
هذا؛ والله أعلم.