هل أقدم فريضة الحج لأول مرة على إنقاذ شخص من الموت؟

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالحجَّ ركن من أركان الإسلامِ الخَمْس، وفرضُ عينٍ على كلِّ مَن استطاع إليه سبيلاً؛ لقولِه تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97].

كما أن الحج واجب على الفور بمعنى أنه يجب المسارعة به في أوَّل أوقات التمكُّن، وهو مذهَبُ أكثَرِ العُلماء؛ فلا يَجوزُ لِلمُستطيع تأخيرُه عن وقت التمكن.

غير أنَّ هذا الأصل يتغيَّر للمصلحةٌ الراجِحة، وللحاجة الشديدة، فتُقدَّم المصلحة التي لا تَحتمل التَّأخير، على تلك التي يُمكِن تأخيرُها، وهكذا.

إذا تقرر هذا؛ فإن كانتْ حاجةُ ذلك المريض ماسَّة لتلك العمليَّة؛ لإنقاذِ حياتِه، وهو لايَملك المالَ الكافيَ، ولا يُمْكِن تأجيلُها، أو تدبيرُ المال المطلوب من جهةٍ أُخرى -فلا بأس من صرف مال الحج لإجراء العملية؛ لأن حفظ النفس مقدم وهو من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32]،، والله أعلم.