هل أجر طلب علم الطب كأجر طلب العلم الشرعي؟

خالد عبد المنعم الرفاعي

انا شاب مقدم علي السنة الثالثة في كلية الطب ودائما اسمع فضل طلب العلم والعلماء ولذا اشعر بعض الاحيان بالضيق لعدم قدرتي علي طلب العلم الشرعي الا بقدر يسير جدا علما باني ازهري اعلم قدرا لا باس به من الاحكام وعلوم الدين فانا اشعر انه لوكنت سخرت جهدي هذا لطلب العلم الشرعي لكان افضل ..

  • التصنيفات: التقوى وحب الله - طلب العلم -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد انا شاب مقدم علي السنة الثالثة في كلية الطب ودائما اسمع فضل طلب العلم والعلماء ولذا اشعر بعض الاحيان بالضيق لعدم قدرتي علي طلب العلم الشرعي الا بقدر يسير جدا علما باني ازهري اعلم قدرا لاباس به من الاحكام وعلوم الدين فانا اشعر انه لوكنت سخرت جهدي هذا لطلب العلم الشرعي لكلن افضل مع اني اعلم فضل علم الطب ولكن لمشكلة في ان علم الطب يشغل تقريبا كل وقتي الا جزء يسير منه وهذا وقت شبابي فهل لو انا سخرت كل وقتي لدراسة الطب بالاضافة الي حفظ كتاب الله وقراءة ورد من القرءان علي قدر الاستطاعة ايكون ذلك كافيا لأنال به رضا الله ارجو تفصيل هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ تعلُّم العلوم الدنيويَّة، كالطِّبِّ والفيزياء، والكيمياء والرِّياضيَّات، والهندسة والميكانيكا، وعلوم الحاسوب والتكنولوجيا، والبناء والملاحة، وغيرها ممَّا ينفع الإنسان في حياتِه، ويستفيدُ منها المسلمون ويَحتاجون إليْها - فلا شكَّ أنَّ تعلُّمَها من الواجبات الكفائيَّة، وقد ذهب كثيرٌ من العلماء إلى وجوب تعلُّم العلوم والصناعات التي يُحتاج إليْها، ونص عليها الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة وغيرهم، فمَن تعلَّمها لأجل نفع المسلمين، وخِدمة الدين، والاستغناء عن الكفَّار - فمأْجور مثاب، إن شاء الله؛ لقولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إنَّما الأعمال بالنِّيَّات»؛ متَّفق عليْه.

ولا يخفى أن الأمة الإسلامية كما تحتاج الفقيه، تحتاج الطبيب، فهذا يصلح العبادات وذلك ويصلح الأبدان، وقد دلَّت نصوص الشَّريعة العامَّة وقواعدها الكلية على وجوب تَحصيل المسلمين ما يتقوَّون به، ويواجهون به أعداءَهم؛ ومن ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّنْ قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60].

ولا يُمكننا الحصول على تلك القوَّة إلاَّ بدراسة العلوم الحديثة والتكنولوجيا، ولأنَّها إذا تُرِكَت بالكلّيَّة فستضيع المجتمعات، ويتعطَّل القيام بكثير من أمور الدنيا والدين.

والمسلم إذا قصد بدراسته للطب رضا الله، ونفْع المسلمين، والقيام بفروض الكفايات - فلا شكَّ أنَّه سيُثاب عليها كما يثاب على تعلم الشرع.

ومَن تأمَّل دُعاء النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «اللَّهُمَّ أصلِحْ لي ديني الَّذي هو عِصْمة أمري، وأصلِحْ لي دنياي التي فيها معاشي»؛ رواه مسلم - علِم هذا، وقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «احرِصْ على ما ينفعُك، واستعِنْ بالله ولا تعجِز»،، والله أعلم.