ذبْحَ الأضحية أفضلُ من التصدُّقِ بثمنها
خالد عبد المنعم الرفاعي
فی کل سنه انا اذبح خروف فی یوم العید الاضحی هل یجوز لی ان ادفع مالا عوضا لفقیر او مسکن عوضا عن الضبیحه ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ ذبْحَ الأضحية أفضلُ من التصدُّقِ بثمنها؛ لأن المقصودَ منها هو التقرُّبُ إلى الله - تعالى - بإراقة الدِّماء، فلا يُجزئ التَّصدُّق بثمنها.
قال في "مطالِب أولي النُّهى": "(وذبْحها)؛ أي: الأضحية، (و) ذبح (عقيقة: أفضلُ من صدقةٍ بثمنها) نصًّا - أي: نصَّ على ذلك الإمامُ أحمد، رحِمه الله - وكذا هَدْي؛ لحديث: ((ما عمِل ابنُ آدمَ يومَ النَّحْرِ عملاً أحبَّ إلى الله من هراقة دمٍ، وإنَّه ليأتي يوم القِيامة بقرونِها وأظلافها وأشْعارها))؛ رواه ابن ماجه، وقد ضحَّى النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وأهْدى الهدايا والخلفاءُ بعده، ولو أنَّ الصَّدقةَ بالثَّمن أفضلُ، لَم يعدِلوا عنْه". اهـ، مختصرًا.
قال ابن القيم في "تحفة المودود بأحكام المولود":
الذبح في موضعه أفضلُ من الصدقة بثمنه ولو زاد، كالهدايا والأضاحي، فإن نفس الذبح وإراقة الدم مقصودٌ، فإنه عبادة مقرونة بالصلاة؛ كما قال - تعالى -: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، وقال: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]، ففي كل ملَّةٍ صلاةٌ ونسيكة لا يقوم غيرُهما مقامَهما؛ ولهذا لو تصدَّق عن دم المتعة والقران بأضعاف أضعاف القيمة، لم يقم مقامه، وكذلك الأضحية،، والله أعلم.