العمل عند من يغش الزبائن
خالد عبد المنعم الرفاعي
لا يجوز لك العمل معه؛ لما فيه من التعاون على أمر محرم؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
- التصنيفات: فقه المعاملات - فتاوى وأحكام -
السلام عليكم انا شاب لم اتجاوز العشرين من عمري واحتاج الي عمل كيف استطيع الانفاق علي نفسي ودراستي تيسيرا علي ابي قليلا وانا اعمل مع شخص يغش في عمله وعمله يشبه عمل البناء والمحارة ....الخ حيث يحتاج في عمله الي العديد من الادوات والمواد ومن بين هذه المواد ماهو مغشوش وانا اعلم بانها مغشوشه فهو يقوم بشراء المواد باسعار رخيصة لاتتجاوز 200 جنيه ويقوم بالعمل بها ويحاسب الزبون الذي نعمل في بيته او شركته او عمارته ...الخ علي انها ب 2000 او 1500 جنيه بل قد يحدث في بعض الاحيان انه يقوم باصطناعها بطرق عجيبه بحيث ينتج مواد لا علاقة لها بعملنا ويبيعها كم قلت بما يتجاوز 1500 جنيه فسؤالي هل يجوز لي ان اعمل مع هذا الرجل وما حكم مالي الذي تقاضيته منه سابقا وما حكم الاكل من طعامه اذا دعاني لوليمة او عقيقه او غيرها مع العلم بانه قريبي لا استطيع التخلف عن مثل هذه المناسبات وجزاكم الله خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كان كما ذكرت أن هذا الرجل يغش الزبائن بالصورة المذكورة في السؤال، فلا يجوز لك العمل معه؛ لما فيه من التعاون على أمر محرم؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
فالغش خلق محرم مذموم، لا يتصف به المؤمن الذي يخاف ربه، وهو من البلايا العظيمة، التي ابتُليَ بها المسلمون، وكان له أكبر الأثر في تخلف المجتمعات؛ وقد ثبت أن النبي- صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ((من غشنا فليس منا))؛أخرجه مسلم،عن أبي هريرة، وروى عنه في حديث آخر: ((من غش فليس مني)).
أما إجابة دعوة ذلك الرجل، فلا تجوز باب الإنكار عليه، إلا أن يترتب على ذلك منكر أكبر، وحينئذ يجوز لك الأكل من طعامه لأن ماله مختلط،، والله أعلم.