إجبار الفتاة على الخطبة بشخص لا تريده

خالد عبد المنعم الرفاعي

فلا يجوز للولي التصرُّف في أخته ويزوجها من شخص لا ترغبه، ويرفض من تريد، فهذا غاية المضرَّة، ويخالف مقصدًا من أهم مقاصد الدين الحنيف، وهو حصول الألفة والمودة والاستقرار والاستمرار للحياة الزوجية.

  • التصنيفات: فقه الزواج والطلاق -
السؤال:

احببت بنت خالتي كثيرا مع العلم لم اتخطي حدود الادب وحين تقدمت لخطبتها لم يوافق اخيها وقال لي انت لست متدين ولا بالصوره الذي احبها مع العلم اني والحمد لله افعل ما يتوجب علي فعله ولاكن لله عز وجل لا لاحد غيره وحاولت اقناعه فقام بخطبتها لاخر مع العلم هي تريدني ايضا وقامو بالضغط عليها واجبارها وانا لا ادري ماذا افعل قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لا يخطب احدكم علي خطبة اخيه) افيدوني ولكم جزاكم الله خيرا

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا يخفى أن الشارع الحكيم سبحانه وتعالى جعل رضا المرأة شرطًا في صحة النكاح، ونَهَى أولياء المرأة عن إجبارهن ولو فعلوا فالزواج باطل، فرضا أطراف العقد الثلاثة الزوجة والزوج والولي متعين،

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن"، قالوا: يا رسول الله، وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت".

وروى أحمد أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أشيروا على النساء في أنفسهن"، وصححه الألباني.

فإن كنت متأكد أن ابنة خالتك مجبرة على الخطبة، فإن هذه الخطبة باطلة فحاول أن تتواصل مع بعض العقلاء من العائلة للتدخل لتصحيح هذا الخطأ، فإجبار الفتاة على الزواج بمن لا تريده يعدُّ حجرًا عليها، وهو مخالِفٌ لقواعد الشرع الصحيح والعقل الصريح، ومعلوم أن مناط الحجر هو الصغر أو الجنون أو السَّفَه، فلا يجوز للولي التصرُّف في أخته ويزوجها من شخص لا ترغبه، ويرفض من تريد، فهذا غاية المضرَّة، ويخالف مقصدًا من أهم مقاصد الدين الحنيف، وهو حصول الألفة والمودة والاستقرار والاستمرار للحياة الزوجية.

هذا؛ والله أعلم.