فتاة على علاقة بشاب ومازلت بكرا فهل من أمل في التوبة!
خالد عبد المنعم الرفاعي
انا فتاة عندي 20 عاما اقيم علاقة مع شاب من نفس سني وانا مازلت بكر وهو سوف يتزوجني و لكن لا نستطيع نحن الاثنان التوقف و شهوتنا تزداد اريد أن اعلم هل من امل لي في التوبة؟ و اريد أن اعلم عقوبة الذنب الذي أفعله لعلي اخاف فاهتدي و اهديه
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن الشارع الحكيم قد صان علاقات الأفراد بتشريعات تلائم النفسَ البشرية؛ وسدَّ كل الذرائع التي توصل إلى الحرام، وحرم أي علاقة بين الرجال والنساء ولو بغرض الزواج، فأَمَرَ بَغِضِّ البَصَر، وحرَّم الخلْوة والاختلاطَ بالأجنبية، وحرَّم إقامة علاقة بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزوجية ولو بغرض الزواج؛ وما ذلك إللا لأن العلاقات بين الجنسين هي السبب الرئيسي في الانحراف، والوقوع في الحرام، مع تزيَّن الشيطان؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[النور: 21].
ولعلم الله تعالى بشدة دواعي النفس وميلها للحرام، ناهنا الله تعالى عن مقاربته، الأسباب والدواعي التي تؤدي إلى الزنا، فقال سبحانه: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}؛ أي: ؛ أي: ذنبًا عظيمًا، وبئس به طريقًا ومَسلكًا.
فيجب عليك التوبة النصوح والعودة إلى الله؛ فالتوبةُ تمحو الذنوب، ومن شروط التوبة قَطْع أي علاقة بذلك الفتى، والعزم على عدم العود في المستقبل، والندم على ما كان في الماضي؛ قال تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، فكلُّ مَن تاب تاب الله عليه، ومن ندم واستغفر غفر الله له ورحمه؛ قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقال: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا} [نوح: 10]، فالله عز وجل لا يتعاظمه ذنب أن يغفرَه لمن تاب.
واحذري مِن الإصرار، والتمادَي فيُحال بينك وبين التوبة، وتعيشين حيا حياة مقطوعةَ الصلة بالله ورحمته الواسعة؛ قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، أي: تعيش في ضنك البُعد عن الله، والاطمئنان إلى حماه وجنابه، وضنك الحيرة والقلق والشك، والجري وراء بارق المطامع والحسرة على كلِّ ما يفوت.
ولتحذري من الاغترار بكلمات الحب، فالأمر كله لا يعدو شهوة مستعرة لا أكثر، فما يُسمَّى بالحب أو التعارف قبل الزواج، مُهينٌ للفتاة أكثر من الفتى، وحتى لو تم الزواج، يَظَلُّ الرجلُ يَشُكُّ في المرأة، وينظر لها نظرةً دونيةً؛ لانعدام الثقة بها، فلا ينسى خيانتها لربِّها وأهلها معه، حتى يُصاب بالوَسْوَاس في تصرفاتِها، وإن تابت، ويُحدِّث نفسَه بأنَّها ذاتُ ماضٍ مُظلِمٍ مع غيره أيضًا، فلا يزال به حتى يتركَها أو تتركه، والأكثر يتركون الفتاة التي خدعوها دون زواجٍ!
ولتُكثرَي من الأعمال الصالحة، ومن الدعاء المأثور: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم إني أعوذ بك مِن شر سمعي وبصري، وقلبي ومنيِّي، اللهم اغفرْ ذنبي، وطَهِّرْ قلبي، وحَصِّنْ فرجي".
ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود، أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، قال فنزلت: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } [هود: 114]، قال: فقال الرجل: ألي هذه يا رسول الله؟ قال: "لمن عمل بها من أمتي"، وفي المسند: "إني أصبت من امرأة كل شيء إلا أني لم أجامعها".
هذا؛ والله أعلم.