الطلاق في الحكاية مع استحضار النية
خالد عبد المنعم الرفاعي
السؤال: السلام عليكم، أنا إنسان متزوج بعقد قران شرعي و قد طلقت زوجتي قبل الدخول بها ثم عاودت العقد و المهر الجديدن و لكن حين كنت اتكلم مع صديق لي في هذا الموضوع قلت له قرأت فتاوى تقول لما الزوج يقول: انت ....... فيقع كذا و كذا لكن حين قولي هذا اللفظ احسست اني قلته مع النية بل و نويت اللفظ مع العلم اني باطنيا لم ارد ذلك ولم يكن في تلك الفترة بعد العقد الجديد مشكل بيني و بين زوجتي و لاني احب زوجتي كثيرا لم اريد حدوث..... الثانية فانا خائف ان تكون وقعت لأني نويت اللفظ بدافع مجهول. بعدها بيوم أعدت حكاية الموضوع لنفس الصديق و قلت له ، لقد نويت اللفظ السابق اي ان الشيطان ارادني ان انوي ذلك و لكن لم استطع المقاومة و لم استطع ان انوي غير ذلك حيث كان ذلك في ظرف ثواني. الآن انا خائف من وقوع الثانية حين قلت اللفظ (مع العلم اني اعدت اللفظ حين كنتي احكي لكن لم انو به شيئا في المرة الثانية غير السرد و ارسال المعلومة لصديقي) و حين قلت له : لقد نويت ذلك . فما الحكم جزاكم الله خيرا؟
الإجابة:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن إخبار الزوج عن طلاق زوجته، أو حكاية الطلاق: لا يُعد طلاقًا، لأنه لا يقصد بالإخبار إنشاء الطلاق، ولأن القصد من أركان وقوع الطلاق عند الفقهاء
وجاء في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج":
"ولو قيل له استخبارًا: أطلقتَها؟ - أي: زوجتك - فقال: نعم، أو مرادفها، فإقرار به (الطلاق)؛ لأنه صريح إقرارٍ، فإن كذب، فهي زوجته باطنًا"
فالإقرار أو الإخبار أو الحكاية لا يقوم مقام الإنشاء؛ فالزوج لَم يقصد إنشاء الطلاق على زوجته، وإنما قصد مجرد الإخبار بالطلاق، فلا يقع الطلاق مطلقًا.
والذي يظهر أن الأخ السائل يعاني من الوسواس، فعليه الاستعانة والاستعاذة بالله تعالىمن الشيطان الرجيم، وملازمة قراءة القرآن بتدبر وإدمان الذكر، والإعراض عن الوساوس،، والله أعلم.